للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن رجب: "يعني: أنَّه موقوف على عمر، وأن حماد بن سلمة وهِمَ في رفعه" [الفتح (٣/ ٥١٢)].

قلت: هكذا رواه أبو داود معلقًا، ولم أجده من وصله من الطريقين، وقال أبو حاتم: "والصحيح: عن نافع، عن ابن عمر: أن عمر أمر مسروحًا - أذن قبل الفجر - فأمره أن يرجع".

قلت: رواية ابن أبي رواد، ورواية حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر، كلاهما: عن نافع: أن مؤذنًا لعمر: ظاهرة الانقطاع، وأما رواية الدراوردي عن عبيد الله بن عمر، فهي متصلة، ولا أظنها تصح، فإن عبد العزيز بن محمد الدراوردي: كان سيئ الحفظ، يخطئ إذا حدث من حفظه، وكان كتابه صحيحًا؛ إلا أنَّه كان يحدث من كتب الناس فيخطئ أيضًا [انظر: التهذيب (٢/ ٥٩٢) وغيره].

• والخلاصة: أن حديث حماد بن سلمة: وهمٌ، إنما يرويه أيوب معضلًا، قال: أذن بلالٌ مرةً بليلٍ ... ، ويرويه نافع مرسلًا: أن مؤذنًا لعمر، وفي روايةٍ: عن نافع، عن ابن عمر قال: كان لعمر مؤذن ... ، والمرسل: أصح، والله أعلم.

والصحيح الثابت في هذا عن ابن محمر، ويخالف ما رواه حماد بن سلمة [كما قال الأئمة]:

هو ما رواه: عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، قال: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذنان: بلال، وابن أم مكتوم الأعمى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بلالًا يؤذن بليل؛ فكلوا واشربوا حتَّى يؤذن ابن أم مكتوم".

قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا.

أخرجه البخاري (٦٢٣ و ١٩١٨)، ومسلم (٣٨٠ و ١٠٩٢)، وأبو عوانة (١/ ٢٧٧/ ٩٦٩) و (٢/ ١٨١/ ٢٧٦٤ و ٢٧٦٦)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٥/ ٨٣٦) و (٣/ ١٦٨/ ٢٤٥٤ و ٢٤٥٦)، والدارمي (١/ ٢٨٨/ ١١٩١)، وابن خزيمة (١/ ٢٢١ / ٤٢٤) و (٣/ ٢١١/ ١٩٣١)، وابن الجارود (١٦٣)، وأحمد (٢/ ٥٧ و ٩٤)، وإسحاق بن راهويه (٢/ ٣٨٤/ ٩٣٤)، وابن أبي شيبة (١/ ١٩٧ و ٢٠١/ ٢٢٥٥ و ٢٣١٠) و (٢/ ٢٧٥/ ٨٩٢٥)، وأبو العباس السراج في مسنده (٤٣)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٣٧١/ ١٣٣٧٩)، وفي الأوسط (١/ ٢١٦/ ٧٠٠)، وأبو بكر الشافعي في فوائده "الغيلانيات" (٥٢١ و ٥٢٢)، وابن المقرئ في المعجم (٣٥٦)، وابن حزم في المحلى (٦/ ٢٣٥)، والبيهقي (١/ ٣٨٢ و ٤٢٩) و (٤/ ٢١٨)، وغيرهم.

وانظر: موطأ ابن وهب (٢٩٦)، الطبقات لابن سعد (٤/ ٢٠٧).

ورواه أيضًا: ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن بلالًا يؤذِّن بلبل؛ فكلوا واشربوا حتَّى ينادي ابن أم مكتوم".

ثم قال: وكان رجلًا أعمى، لا ينادي حتَّى يُقالَ له: أصبَحتَ أصبَحتَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>