للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مختصرًا مثل أبي عوانة. وابن خزيمة (١/ ٢١١/ ٤٠٦)، وابن حبان (٨/ ٢٥١/ ٣٤٧٣)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٠٧) مثل أبي عوانة. والبيهقي (١/ ٣٨٢).

ورواية الدراوردي هذه: شاذة بهذا اللفظ، تقدم كان شذوذها تحت الحديث السابق برقم (٥٣٤)، لكن تعتبر متابِعةً لرواية المدنيين الموصولة عن هشام، في الجزء الموقوف على عائشة - رضي الله عنهما -.

وبهذا يكون قد رواه موصولًا: أربعة من أهل المدينة، وأرسله كوفيان ومدني، وقد تكلم في حديث هشام بالعراق، ولذلك فقد رجح مسلم الموصول، وأخرجه في صحيحه، لا سيما وقد ثبت هذا الوصف لابن أم مكتوم من حديث ابن عمر، وله عنه طريقان:

١ - ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن بلالًا يؤذن بليل؛ فكلوا واشربوا حتَّى بنادي ابن أم مكتوم".

ثم قال: وكان رجلًا أعمى، لا ينادي حتَّى يُقالَ له: أصبَحتَ أصبَحتَ.

متفق عليه، وتقدم تخريجه تحت الحديث المتقدم برقم (٥٣٣)، وقد ترجم له البخاري في صحيحه، في: ١٠ - كتاب الأذان، ١١ - باب: أذان الأعمى إذا كان له من يخبره.

٢ - عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذنان: بلال، وابن أم مكتوم الأعمى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بلالًا يؤذن بليل؛ فكلوا واشربوا حتَّى يؤذن ابن أم مكتوم".

قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا.

متفق عليه، وهذا لفظ مسلم، وتقدم تخريجه تحت الحديث المتقدم برقم (٥٣٣).

• فإن قبل: جاء عن ابن مسعود وابن الزبير: كراهية أذان الأعمى، وكره ابن عباس إقامته، فيقال: هو محمول على المنفرد الَّذي ليس له من يخبره بالوقت [انظر هذه الآثار: الصلاة لأبي نعيم (٢٠٤)، مصنف عبد الرزاق (١/ ٤٧١/ ١٨١٨)، مصنف ابن أبي شيبة (١/ ١٩٧/ ٢٢٥٢ - ٢٢٥٤)، الأوسط لابن المنذر (٣/ ٤٣/ ١٢٠١ - ١٢٠٣)، السنن الكبرى للبيهقي (١/ ٤٢٧)].

قال البيهقي: "وروي أن ابن الزبير كان يكره أن يكون المؤذن أعمى، وهذا، والذي روي عن ابن مسعود في ذلك: محمول على أعمى منفرد، لا يكون معه بصير يعلمه الوقت".

قال الشافعي في الأم (٢/ ١٨٤): "وإذا كان المقدَّم من المؤذنين بصيرًا بالوقت، لم أكره أن يكون معه أعمى، كان كان الأعمى مؤذنًا منفردًا، ومعه من يعلمه الوقت: لم أكره ذلك له، فإن لم يكن معه أحد: كرهته؛ لأنَّه لا يبصر".

وقال إسحاق بن منصور الكوسج في مسائله لأحمد وإسحاق (١٦٥): "قلت: المؤذن الأعمى أو الإمام؟ قال: أما الإمام: أفليس النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلف ابن أم مكتوم؟ والمؤذن:

<<  <  ج: ص:  >  >>