النار، ثم جاء الغد، فسأله عن ذلك، فقال: هو في النار، قال: فاختلف إليه قريبًا من شهر ليسأله عن ذلك، ويقول ابن عباس: هو في النار.
أخرجه الترمذي (٢١٨)، وعبد الرزاق (١/ ٥١٩/ ١٩٨٩ و ١٩٩٠)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٠٤ و ٤٨٠/ ٣٤٧٥ و ٥٥٤٠)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٣٧/ ١٩٠٦) واللفظ له. واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٨/ ٢٨٠٨/١٤٥٦)، وابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ٢٤٣)، وأبو طاهر السلفي في الطيوريات (٣٦٦).
قال الترمذي: "ومعنى الحديث: أن لا يشهد الجماعة والجمعة رغبةً عنها، واستخفافًا بحقها، وتهاونًا بها".
قلت: إسناده ضعيف إلى ابن عباس، ليث بن أبي سليم: ضعيف، لاختلاطه وعدم تميز حديثه، والله أعلم.
وأما حديث عائشة:
فيرويه عمر بن راشد، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير مرة يقول: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد".
أخرجه ابن حبان في المجروحين (٢/ ٩٤)، ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤١١/ ٦٩٥).
قال ابن حبان: "عمر بن راشد الجاري القرشي مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، كان ينزل الجار، وهو الذي يقال له الساحلي: يضع الحديث على مالك وابن أبي ذئب وغيرهما من الثقات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه؛ فكيف الرواية عنه".
وقال ابن الجوزي: "لا يصح حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أحمد بن حنبل: عمر بن راشد لا يساوي حديثه شيئًا، وقال ابن حبان: لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه، يضع الحديث" [وانظر: المقاصد الحسنة (١٣٠٩) وغيره].
قلت: هو حديث موضوع على ابن أبي ذئب، عمر بن راشد: ضعيف، متهم بوضع الحديث على الثقات [اللسان (٦/ ٩٨)، التهذيب (٣/ ٢٢٥)].
• وفي الباب:
١ - عن أبي موسى الأشعري:
يرويه أبو بكر بن عياش [ثقة، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح]، وقيس بن الربيع [صدوق، تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به]:
عن أبي حصين، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وفي رواية لقيس: ولا أحسبه إلا قد رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -]: "من سمع النداء فارغًا صحيحًا فلم يجب فلا صلاة له". لفظ ابن عياش، ولفظ قيس: "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له" أحسبه قال: "إلا من عذر".