الرجل وحده في سبيل الله تعالى بخمس وعشرين صلاة، وصلاته في رفقته بتسعمائة صلاة، وصلاته في جماعة بتسعة وأربعين ألف صلاة".
وهو حديث منكر، في إسناده: زيد بن رفيع الجزري: وثقه أحمد وأبو داود، وضعفه الدارقطني، وقال النسائي: "ليس بالقوي" [اللسان (٣/ ٥٥٥)]، وفيه: بقية بن الوليد وقد عنعنه، وهو مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجاهيل، وينفرد عنهم بالغرائب والمناكير، وهذا منها؛ فإن شيخه أبا بكر العنسي: أحد المجاهيل الذين ضُعِّفوا، قال فيه أبو زرعة الرازي: "منكر الحديث"، وقال ابن عدي: "له أحاديث مناكير عن الثقات، روى عنه بقية ويحيى الوحاظي، ... ، وهو مجهول" [التهذيب (٤/ ٤٩٧)، سؤالات البرذعي (٣٧٥)، الكامل (٧/ ٢٩٨)].
• وأما الطرف الثاني لحديث الباب: "وذلك بأن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء، وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة، ولا يُنْهِزه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رُفع له بها درجة، وحُطَّ عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد"، فله طرق منها:
١ - عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تطهَّر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله؛ ليقضيَ فريضةً من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئةً، والأخرى ترفع درجةً".
أخرجه مسلم (٦٦٦)، وتقدم تحت الحديث رقم (٥٥٧).
٢ - يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، قال: حدثني عباد بن أوس، قال: حدثني أبو هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة: يكتب له بكل خطوة حسنة، ومحي عنه سيئة".
تقدم ذكره ضمن طرق الطرف الأول، برقم (٦)، وإسناده حسن.
وانظر فيمن وهم في إسناده: مسند أحمد (٢/ ٢٨٣)، مصنف عبد الرزاق (١/ ٥٢٠/ ١٩٩٢)، تاريخ بغداد (٢/ ٣٨٣).
٣ - ابن أبي ذئب، عن الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مِن حين يخرج أحدكم من بيته إلى مسجدي [وفي رواية: مسجده، وفي أخرى: المسجد]: فرجل تكتب حسنة، ورجل تمحو سيئةً" وفي رواية: "حتى يرجع".
أخرجه النسائي في المجتبى (٢/ ٤٢/ ٧٠٥)، وفي الكبرى (١/ ٣٩١/ ٧٨٦)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على الترمذي "مختصر الأحكام" (٣/ ١٧٦/ ٥٦١)، وابن حبان (٤/ ٥٠٣/ ١٦٢٢)، والحاكم (١/ ٢١٧)(١/ ١٠٧/ ب- رواق المغاربة)، وأحمد (٢/ ٣١٩ و ٤٣٢ و ٤٧٨)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٢/ ٦٠٠٥)، وعبد بن حميد (١٤٥٩)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١/ ١٦٠/ ١٠١)، والبيهقي في السنن (٣/ ٦٢)، وفي الشعب (٣/ ٦٤/ ٢٨٨٢).