مخطوط رواق المغاربة (١/ ٩٦/ ب)، ومن الإتحاف (١٥/ ٤٤٤/ ١٩٦٦٥)]، وأحمد (٢/ ٣٨٠)، وعبد بن حميد (١٤٥٥)، والبزار (١٥/ ١١/ ٨١٨٠)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٢٤٣/ ٢٠٩٨)، والبيهقي في السنن (٣/ ٦٩)، وفي الشعب (٣/ ٦٩/ ٢٨٩٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٧/ ٦٧ - ٦٨)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٣٤٢/ ٧٨٩)، والمزي في التهذيب (٢٥/ ٤٠٩).
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
وقال البزار:"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد".
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى (٢/ ٤١): "ابن طحلاء هو محمد: ليس به بأس، ومحصن بن علي: لا أعلم روى عنه إلا ابن طحلاء".
وقال ابن القطان في بيان الوهم (٤/ ١٤٣/ ١٥٨٥): "ولا يُعرف محصن إلا به، وهو مجهول"، وقال عن الحديث في موضع آخر (٥/ ٦٧٨): "وهو لا يصح".
قلت: وهو كما قال ابن القطان، فالحديث لا يصح، وليس من شرط مسلم، بل لم يخرج مسلم شيئًا لعوف بن الحارث، ولا لمُحْصِن بن علي، ولا لمحمد بن طحلاء.
فهذا الإسناد ضعيف:
عوف بن الحارث بن الطفيل، روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له البخاري متابعة [انظر الأحاديث (٣٥٠٣ و ٣٥٠٥ و ٦٠٧٣)]، ولا يعرف له سماع من أبي هريرة [انظر: التاريخ الكبير (٧/ ٥٧)، التهذيب (٣/ ٣٣٧)].
ومحصن بن علي الفهري: روى عنه ابن طحلاء وعمرو بن أبي عمرو، وذكره ابن حبان في الثقات، واستغرب له أبو نعيم في الحلية حديث:"ذاكر الله في الغافلين"، ولا يصح عنه، وقد روى عن محصن جماعة غير هذين لكن لا يصح الإسناد إليهم، وهو قليل الرواية جدًّا، وقال ابن القطان:"ولا يُعرف محصن إلا به، وهو مجهول"، ولم يحكِ فيه الذهبي في الميزان غير قول ابن القطان [التاريخ الكبير (٨/ ٤٦)، الجرح والتعديل (٨/ ٤٣٢)، الثقات (٥/ ٤٥٨)، الحلية (٤/ ٢٦٨)، بيان الوهم (٤/ ١٤٣/ ١٥٨٥)، الميزان (٣/ ٤٤٤)، التهذيب (٤/ ٣٣)]، فهو مجهول، ولم يتابع على حديثه هذا، وإنما يُعرف معناه من قول أبي هريرة موقوف عليه.
ومحمد بن طحلاء: قال أبو حاتم: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٣/ ٥٩٥)].
فالإسناد ضعيف؛ لجهالة محصن بن علي الفهري، ولم يُذكر سماعٌ لعوف بن الحارث من أبي هريرة، والله أعلم.
ولا يشهد لهذا الحديث حديث الأنصاري المتقدم قبل هذا، لاختلاف الثواب، والسياق، والله أعلم.