المنذر في الأوسط (٤/ ١٦٥/ ١٩٥٦)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٢٥٢ و ٢٥٣/ ٧٠٠ - ٧٠٢)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٠٨)، وفي المعرفة (٢/ ٣٨٥/ ١٥١٢)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٣٩٢/ ٨٣١).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
هكذا رواه عن الأعمش: يعلى بن عبيد الطنافسي، وزائدة بن قدامة، وسفيان بن عيينة، وأبو عوانة، وعيسى بن يونس [وهم خمسة من الثقات الحفاظ، من أصحاب الأعمش].
وهذا لفظ يعلى، ولفظ زائدة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، قال: صلى حذيفة بالمدائن على دكان، وعقبة بن عمرو [هو: أبو مسعود البدري] يصلي خلفه، فأخذ عقبة بثوبه، فاجتذبه حتى تأخر، ثم قام، فلما فرغ، قال: أليس إن هذا تذكره، ونُهِي عنه؟ قال: بلى، قد ذكرت.
وذكره ابن عيينة، وأبو عوانة، وعيسى بنحو لفظ زائدة، وفي رواية ابن عيينة: أليس قد نهي عن هذا؟ فقال له حذيفة: ألم ترني قد تابعتك. وفي رواية أبي عوانة: ألم تعلم أنا كنا نُهينا عن هذا؟. وفي رواية عيسى: على دكان بالمدينة، وقال: أما علمت أن هذا يُكره؟. وقول عيسى: بالمدينة: وهْمٌ، إنما هي المدائن، بلد بالعراق.
• وخالفهم فصرح برفعه، وتابعهم على ذكر أبي مسعود:
زياد بن عبد الله البكائي، فرواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، قال: صلى حذيفة بالناس بالمدائن، فتقدم فوق دكان، فأخذ أبو مسعود بمجامع ثيابه فمده، فرجع، فلما قضى الصلاة قال له أبو مسعود: ألم تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يقوم الإمام فوق، ويبقى الناس خلفه؟ قال: فلم ترني أجبتك حين مددتني؟.
أخرجه الحاكم (١/ ٢١٠)، والدارقطني (٢/ ٨٨)، والبيهقي (٣/ ١٠٨ - ١٠٩)، وابن الجوزي في التحقيق (٧٤٥).
قال الدارقطني: "لم يروه غير زياد البكاء، ولم يروه غير همام فيما نعلم".
وقال ابن حزم في المحلى (٤/ ٨٦): "وهو خبر ساقط، انفرد به زياد بن عبد الله البكائي، وهو: ضعيف".
وجود إسناده النووي في الخلاصة (٢٥٢٩).
قلت: هو منكر بهذا اللفظ، فقد خالف فيه زياد البكائي خمسة من ثقات أصحاب الأعمش، وهم أعلم بحديث الأعمش منه، وزياد وإن كان ثبتًا في ابن إسحاق إلا أنه لم يكن بالقوي في غيره، وقد ضعفه جماعة لكثرة غرائبه ومناكيره [انظر: التهذيب (١/ ٦٤٩)، الميزان (٢/ ٩١)، جامع الترمذي (١٠٩٧)، سؤالات البرذعي (٢/ ٣٦٨)، سؤالات ابن بكير (١٠)، [وانظر فيما تقدم من أوهامه (١٠٤ و ٥٠٧ و ٥٢٥)].
• وخالفهم في اسم المنكِر على حذيفة: