أخرجه أبو داود (٧٩٣)، وابن خزيمة (٣/ ٦٤/ ١٦٣٤)، والبيهقي في السنن (٣/ ١١٦ - ١١٧)، وفي القراءة خلف الإمام (١٧٦)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٧٤/ ٦٠١).
وخالد بن الحارث: ثقة ثبت، قال أحمد: "إليه المنتهى في التثبت بالبصرة"، وقال أيضًا: "كان خالد بن الحارث يجيء بالحديث كما يسمع"، فلا يضره تفرده بهذه الزيادة عن ابن عجلان، ويحيى بن حبيب الحارثي بصري ثقة، بلدي لخالد معروف بالرواية عنه، والأقرب عندي أن ابن عجلان كان ينشط فيرويه مطولًا، وكثيرًا ما كان يرويه مختصرًا، والله أعلم.
ولم ينفرد ابن عجلان بهذا السياق من حديث جابر، بل تابعه عليه الثقات كما سيأتي، كما أن هذا الحديث لا يرويه ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ولا عن أبيه أبي سعيد، وهي الأحاديث التي اختلطت عليه من أحاديث أبي هريرة، وإنما هو عن عبيد الله بن مقسم المدني، ولم يختلف عليه في إسناده، فهو من صحيح حديث ابن عجلان، والله أعلم، ورواية ابن مقسم عن جابر في الصحيحين [البخاري (١٣١١)، مسلم (٩٦٠)].
وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان، فهو حديث صحيح، والله أعلم.
• خالفهم فزاد في متنه ما ليس منه:
إبراهيم بن محمد، عن ابن عجلان، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاء، ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم العشاء، وهي له نافلة.
أخرجه الشافعي في الأم (٢/ ٣٤٧ - ٣٤٨/ ٣٥٠)، وفي المسند (٥٧)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (٢/ ٣٦٥/ ١٤٧٦)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٨٥٧/٤٣٤).
قال البغوي: "هذا حديث حسن صحيح".
قلت: لعله أراد أصل الحديث بدون هذه الزيادة: وهي له نافلة، فقد انفرد بها من حديث ابن عجلان: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو: متروك، كذبه جماعة، وقد رواه عن ابن عجلان بدونها جماعة من الثقات الحفاظ: يحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، والليث بن سعد، وحاتم بن إسماعيل.
***
٦٠٠ - . . . سفيان، عن عمرو بن دينار: سمع جابر بن عبد الله، يقول: إن معاذًا كان يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يرجع فيؤمُّ قومه.
• حديث صحيح، متفق عليه من حديث جابر.
هكذا رواه أبو داود في هذا الموضع من طريق ابن عيينة مختصرًا، ورواه في تخفيف الصلاة (٧٩٠)، من وجه آخر عن ابن عيينة مطولًا بنحو لفظ مسلم الآتي.