وهو شاهد جيد لحديث معاوية.
٤ - حديث عبد الرحمن بن عوف:
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث (١/ ١٥٥/ ٤٣٥): "سألت أبي عن حديث رواه محمد بن حرب الأبرش، عن الزبيدي، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عوف: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني بَدَنٌ، لا تبادروني بالركوع والسجود، فإني ما أسبقكم به حين أركع تدركوني به حين أرفع، وما أسبقكم به حين أسجد فإنكم تدركوني به حين أرفع"؟
قال أبي: إنما هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
قلت: قد وجدته من رواية: سفيان الثوري، وزكريا بن أبي زائدة:
عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير بن مطعم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني امرؤ قد بدنت؛ فلا تبادروني بالقيام، ولا بالسجود".
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٣٧٤/ ٣٧٥٥)، وابن سعد في الطبقات (١/ ٤٢٠)، وابن أبي شيبة (٢/ ١١٧/ ٧١٦٠).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
كذا رواه ابن سعد في الطبقات، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن زكريا به هكذا مرسلًا.
وخالفه فوصله، وسلك فيه الجادة:
عاصم بن علي: ثنا إسحاق الأزرق، عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني قد بدنت، فلا تبادروني بالقيام في الصلاة، والركوع، والسجود".
أخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ١٣٧/ ١٥٧٩)، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز [هو أبو الحسن البغوي، عم أبي القاسم البغوي: ثقة حافظ]: ثنا عاصم بن علي به.
قلت: وهِم فيه عاصم بن علي الواسطي، وسلك فيه الجادة والطريق السهل، حيث وصله، وجعله من مسند جبير بن مطعم، والمحفوظ: مرسل [انظر ترجمة عاصم: الكامل (٥/ ٢٣٤)، التهذيب (٢/ ٢٥٦)، وهو صدوق، ضعفه ابن معين، وله مناكير].
• وقد جاء في معنى حديث معاوية أحاديث منها:
١ - حديث أبي هريرة، وله طرق، منها:
أ- مصعب بن محمد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤتَمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، ولا تكبِّروا حتى يكبِّرَ، وإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، ولا تسجدوا حتى يسجدَ، وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعون".
تقدم تخريجه برقم (٦٠٣)، وهو حديث حسن.