الحافظ يقول فيه:"كتبت عنه، كان قليل الحديث"، قال ابن أبي حاتم:"ما حاله؟ قال ابن وارة: ليس بذاك، كان صغيرًا حين كتب عن الأوزاعي" [الجرح والتعديل (٦/ ٢٦٨)]، وقال العقيلي فيما رواه البيروتي عن ابن عجلان:"مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه"، وحسن ابن عدي القول فيه، فقال:"ليس به بأس"، وقد أنكرت أحاديث على البيروتي هذا فيما تفرد به عن الأوزاعي [انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم (٢/ ٩٣ - ٩٤/ ١٧٧٥)]، ومن كان هذا حاله، فلا يُقبل تفرده عن الأوزاعي، ويُعدُّ تفرده منكرًا [انظر ترجمته: الضعفاء الكبير (٣/ ٢٩٤)، تاريخ دمشق (٤٦/ ٤٥١)، التهذيب (٣/ ٣٠٩)، الميزان (٣/ ٢٩٠)]، والأوزاعي: كان لا يقيم حديث يحيى بن أبي كثير، لم يكن عنده في كتاب، إنما كان يحدث به من حفظه، ويهم فيه [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٧)]، والله أعلم.
• وروى أبو داود في المراسيل (٢٨)، قال: حدثنا عمرو بن عثمان: حدثنا إسماعيل -يعني: ابن عياش-، عن أبي سلمة، عن يحيى بن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"ثلاثة لا تجاوز صلاتهم رؤوسهم" ... فذكر الحديث، قال:"وامرأة قامت إلى الصلاة وأذنها بادية".
وهذا معضل؛ يحيى بن جابر الطائي أبو عمرو الحمصي: ثقة، روايته عن الصحابة مرسلة [التهذيب (٤/ ٣٤٤)، تحفة التحصيل (٣٤١)]، والراوي عنه: أبو سلمة سليمان بن سليم الكلبي الحمصي: ثقة، كان كاتب يحيى بن جابر، ورواية إسماعيل بن عياش هنا عن أهل بلده، وروايته عنهم مستقيمة.
• ومن فقه الباب:
قال مالك:"إذا صلت المرأة وشعرها بادٍ، أو صدرها، أو ظهور قدميها، أو معصميها، فلتعد الصلاة ما دامت في الوقت" [المدونة (١/ ٩٤)].
وقال الشافعي في الأم (١/ ٩٠) بأن: "المرأة تصلي في الدرع والخمار والمِقْنَعة".
وقال الترمذي:"وحديث عائشة: حديث حسن، والعمل عليه عند أهل العلم: أن المرأة إذا أدركت فصلت وشيء من شعرها مكشوف لا تجوز صلاتها، وهو قول الشافعي، قال: لا تجوز صلاة المرأة وشيء من جسدها مكشوف، قال الشافعي: وقد قيل: إن كان ظهر قدميها مكشوفًا فصلاتها جائزة".
وقال عبد الله بن أحمد في مسائله لأبيه (٢٢٥): "قرأت على أبي، قلت: إذا صلت المرأة وبعض شعرها مكشوف، أو بعض ساقها، أو بعض ساعدها؟ قال: لا يعجبني، قلت: فإن كانت قد صلت؟ قال: إذا كان شيئًا يسيرًا فأرجو".
وقال ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٦٩): "أجمع أهل العلم على أن المرأة الحرة البالغة تخمر رأسها إذا صلَّت، وعلى أنها إن صلَّت وجميعُ رأسها مكشوف أن صلاتها فاسدة، وأن عليها إعادة الصلاة، ... ، واختلفوا في المرأة تصلي وبعض شعرها مكشوف" [وانظر: الإجماع (٩٢)].