أبي رافع، لكن زاد فيه: أم سلمة، أخرجه إسحاق في مسنده عن مؤمل عنه. قال إسحاق: قلت له: فيه أم سلمة؟ قال: بلا شك، كتبته عنه بمكة. قلت: وقد خالفه عبد الرزاق ووكيع، وهما أحفظ منه بكثير، فقالا: عن سفيان، عن مخول، عن رجل، عن أبي رافع، ليس فيه: أم سلمة.
ورواه (د ت) عبد الرزاق أيضًا عن ابن جريج، عن عمران بن موسى، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي رافع، زاد فيه: عن أبيه، وقد أفرده المصنف بترجمة".
قلت: قد تقدم معنا قول الترمذي: "وأبو سعيد هو عندي سعيد المقبري"، وقول أبي حاتم: "وكنية سعيد المقبري: أبو سعيد"، وقول الطوسي عن أبي سعيد: "وهو المقبري"، وقال الدارقطني في العلل (٧/ ١٧/ ١١٧٨): "ورواه مخول بن راشد عن أبي سعيد المدني، وهو سعيد المقبري"، وهذا مما يفصل القول في المسألة، وأن سعيدًا المقبري يكنى بأبي سعيد، كما يكنى بأبي سعد، كما جاء في التقريب وأصوله، أو أنهم أرادوا أن المكنى هنا بأبي سعيد إنما هو سعيد المقبري، وإن أخطأ فيه مخول فكناه بأبي سعيد، والله أعلم.
ج- ورواه قيس بن الربيع [وعنه: أبو داود الطيالسي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني]، عن مخول بن راشد، قال: حدثني شيخ من أهل الطائف، يكنى أبا سعيد [وفي رواية الطيالسي: عن أبي سعيد]، عن أبي رافع: أنه رأى الحسين بن علي ساجدًا قد عقص شعره، فقال أبو رافع: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يصلِّينَّ أحدكم وهو عاقص شعره".
وفي رواية الطيالسي: مرَّ بي نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا ساجد قد عقصت شعري، فأطلقه.
أخرجه الطيالسي (٢/ ٢٧٧/ ١٠١٨)، والطبراني في الكبير (١/ ٣٣١/ ٩٩٢).
وقيس بن الربيع: صدوق، تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به، وهو هنا قد أخطأ [أو الراوي عنه: عبد الحميد الحماني]، حيث قال: "رأى الحسين"، وإنما هو الحسن، مكبرًا، وكذا في قوله: حدثني شيخ من أهل الطائف.
د- ورواه زهير بن معاوية، عن مخول، عن شرحبيل المدني: أن أبا رافع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... الحديث.
علقه الترمذي في العلل (١٢٦)، قال: وقال أسود بن عامر، عن زهير به هكذا.
لكن قال الدارقطني في العلل (٧/ ١٧/ ١١٧٨): "ورواه مخول بن راشد عن أبي سعيد المدني، وهو سعيد المقبري، عن أبي رافع، ولم يقل فيه: عن أبيه، قال ذلك: زهير بن معاوية وشعبة، عن مخول".
فلا أدري: أوهم فيه شاذان الأسود بن عامر على زهير [وهو: ثقة]، أم أنه من اضطراب مخول بن راشد فيه؟
• والحاصل: أن حديث مخول بن راشد هذا حديث مضطرب، قد اختلف عليه فيه: سفيان الثوري، وشعبة، وزهير بن معاوية، وكذا قيس بن الربيع، وهذا ما ذهب إليه