لكن رواه الليث بن سعد، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله، عن شعبة مولى ابن عباس، أو: كريب مولى ابن عباس: أن عبد الله بن عباس مر بعبد الله بن الحارث بن أبي ربيعة وهو يصلي مضفور الرأس، معقودًا من ورائه، فوقف عليه، فلم يبرح يحل عقد رأسه، فأقر له عبد الله بن الحارث حتى فرغ من حله، ثم جلس، فلما فرغ ابن الحارث من الصلاة، أتاه فقال: علام صنعت برأسي، ما صنعت آنفا؟ قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"مثل الذي يصلي ورأسه معقود من ورائه، كمثل الذي يصلي مكتوفًا".
أخرجه أحمد (١/ ٣١٦)، والطبراني في الأوسط (٨/ ٢٩٠/ ٨٦٦٦).
قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن الحارث إلا الليث بن سعد".
قلت: رواية الذي جزم وحفظ وضبط أولى من رواية الذي شك ولم يحفظ، لا سيما وقد تابع ابن وهب عليه: بكر بن مضر، وموسى بن أعين، ورشدين بن سعد، وتابع عمرو بن الحارث على هذا الوجه: ابن لهيعة، وبهذا يظهر أن لا معنى لذكر شعبة مولى ابن عباس في الإسناد، وإنما هو لكريب، ولذا اعتمد مسلم رواية ابن وهب، وأخرجها في صحيحه، دون رواية الليث، والله أعلم.
• وفي الباب:
١ - عن ابن عباس:
يرويه طاووس، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، ولا أكف ثوبًا ولا شعرًا".
وهو حديث متفق عليه [البخاري (٨٠٩ و ٨١٠ و ٨١٢ و ٨١٥ و ٨١٦)، ومسلم (٤٩٠)]، وسيأتي تخريجه وذكر طرقه وألفاظه وشواهده -إن شاء الله تعالى- في موضعه من السنن برقم (٨٨٩ و ٨٩٠).
٢ - عن ابن مسعود:
يرويه الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله: كنا لا نتوضأ من مَوْطِئ، ولا نكفُّ شعرًا، ولا ثوبًا.
وهو حديث صحيح، تقدم برقم (٢٠٤).
٣ - عن علي بن أبي طالب:
روى إسرائيل بن يونس [ثقة، من أثبت الناس في جده أبي إسحاق]، وسفيان الثوري [ثقة حجة، إمام فقيه، من أثبت الناس في أبي إسحاق، وأقدمهم منه سماعًا][وعنه: محمد بن يوسف الفريابي، وقد وهم على الثوري في رفعه، والمعروف عن الثوري بهذا الإسناد: موقوف]، ويونس بن أبي إسحاق [صدوق، كان يضطرب في حديث أبيه]، وأبو سلمة المغيرة بن مسلم القسملي [صدوق]، ومحمد بن إسحاق [صدوق]، وحجاج بن أرطأة [ليس بالقوي]، والحسن بن عمارة [متروك]:
عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا علي!