وتعقبه الذهبي بقوله: "قرنه بآخر [يعني: زمعة]، وسلمة ضعفه أبو داود".
قلت: زمعة بن صالح: ضعيف، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث اضطرابًا شديدًا، فرواه مرة هكذا [وانظر: علل الترمذي الكبير (٢٦٧)].
ورواه مرة ثانية: عن عمرو بن دينار، وسلمة بن وهرام، عن طاوس، عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على بساط.
أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٣٣/ ٢٤٨٤).
ورواه ثالثة: عن عمرو بن دينار، عن كريب، عن ابن عباس: أنه صلى بالبصرة على بساط، وزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على بساط.
أخرجه البيهقي (٢/ ٤٣٧).
ورواه رابعة: عن عمرو بن دينار، عن كريب، أو: عن أبي معبد، عن ابن عباس مرفوعًا.
أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٤٢٥/ ١٢٢٠٦).
ورواه خامسة: عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس مرفوعًا.
أخرجه ابن ماجه (١٠٣٠)، وأحمد (١/ ٢٣٢)، وابن وهب في الجامع (٤٣٣)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٥١/ ٤٠٤٣)، وابن عدي (٣/ ٢٢٩)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٥١).
ورواه سادسة: عن عمرو بن دينار، عن جابر مرفوعًا.
أخرجه ابن عدي (٣/ ٢٢٩).
قال ابن عدي: "وهذه الأحاديث عن عمرو بن دينار يرويها زمعة"، يعني: لا تعرف إلا به، وقد تفرد بها.
وقال الدارقطني في العلل (١٣/ ٣٦٤/ ٣٢٥٢): "والاضطراب من زمعة".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عمرو، تفرد به: زمعة".
• وله متابعة أخرى عن عكرمة، ولا تصح أيضًا:
يرويها عامر بن أبي الحسين [ذكره العقيلي في الضعفاء، وقال: "لا يتابع على حديثه". اللسان (٤/ ٣٧٧)]: ثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، قال: صلى بنا ابن عباس على دُرْنوك قد طبق البيت، يركع ويسجد عليه، فقلت: أتصلي على هذا؟ قال: نعم؛ رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عليه ويسجد.
أخرجه البيهقي (٢/ ٤٣٦).
فلا يصح مثله؛ لتفرد عامر بن أبي الحسين الواسطي به عن جرير بن حازم، ولم يتابع عليه.
والدرنوك: ما له خمل من بساط أو ثوب، ويشبه به وبر البعير، وقيل: الطِّنفِسة [غريب الحديث لابن قتيبة (٢/ ٤٦٩)، تهذيب اللغة (١٠/ ٢٣٣)، أساس البلاغة (١٨٧)، النهاية (٢/ ١١٥)، تاج العروس (٢٧/ ١٤٧)].