يعلى (٥/ ١٧٨ و ١٨٣/ ٢٧٩١ و ٢٧٩٥)، والطحاوي في المشكل (٦/ ٣٦٠ - ٣٦١)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٢٢/ ٢٩٦ و ٢٩٧)، والبيهقي في السنن (٢/ ٤٢١)، وفي الدلائل (١/ ٢٥٨).
قال أبو مسعود الدمشقي: "كذا رواه عفان مجوَّدًا، ورواه غيره عن وهيب، فقال فيه: عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي أم سليم" [الجمع بين الصحيحين للحميدي (٤/ ٢٩٣)، تحفة الأشراف (١٣/ ٨٥/ ١٨٣٢٥)] [وانظر أيضًا: الإتحاف (٢/ ٧٩/ ١٢٥٩) و (١٨/ ٢٦٦/ ٢٣٦٣٦)].
قلت: هكذا رواه مسلم من طريق عفان بن مسلم [وهو: ثقة ثبت]، عن وهيب به، وجعله من مسند أم سليم، ورواه إبراهيم بن الحجاج السامي [ثقة]، وعبد الأعلى بن حماد النرسي [لا بأس به]، عن وهيب به، فجعلاه من مسند أنس.
والزيادة من الثقة مقبولة، وقد أخرجها مسلم في صحيحه.
قال البزار: "هكذا قال وهيب: عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، وقال عبد الوهاب: عن أيوب، عن أنس بن سيرين، عن أنس".
• وخالفهما: عبيد الله بن عمرو الرقي [ثقة، ولم يكن من أصحاب أيوب]، فرواه عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم سليم، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقيل في بيتي، فكنت أبسط له نطعًا، فيقيل عليه فيعرق، فكنت آخذ سُكًّا، فأعجنه بعرقه.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ٤٢٨)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١١٩/ ٢٩٠).
قال الدارقطني في العلل (١٥/ ٣٨٨/ ٤٠٩٤) بعد أن ذكر طرق الحديث من طريق وهيب، وعبيد الله بن عمرو فقط، قال: "وقول وهيب أشبه بالصواب".
قلت: وهو كما قال، فقول عبيد الله بن عمرو الرقي وهمٌ ظاهر؛ إذ ليس هو من أصحاب أيوب المكثرين عنه، ولا من أهل بلده، وقد سلك في إسناده الجادة والطريق السهل، فإن أيوب عن ابن سيرين: طريق مسلوكة مشهورة، واختلف بصريان من أصحاب أيوب في إسناده، والقول ما قال وهيب؛ إذ هو أثبت الرجلين، وقدم مسلم والدارقطني روايته، والله أعلم.
وعليه: فإن حديث أم سليم: حديث بصري صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه.
• وقال أبو القاسم الطبراني: ثنا العباس بن حمدان الحنفي الأصبهاني [ثقة ثبت. طبقات أصبهان (٣/ ٥٦٥)، الأنساب (٥/ ١٧٤)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ١٧٢)]: ثنا محمد بن عيسى الدامغاني [نزيل الري، روى عنه جماعة منهم: النسائي، وأبو حاتم، وابن خزيمة، وابن جرير، وقال عنه أبو حاتم: "يكتب حديثه". التهذيب (٣/ ٦٦٨)، وقال في التقريب (٥٥٧): "مقبول"]: ثنا عمرو بن حمران [بصري، سكن الري: قال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وقال أبو زرعة: "أحاديثه ليس فيها شيء"، وقال البزار: "لم يكن به بأس". الجرح والتعديل (٦/ ٢٢٧)، مسند البزار (٩/ ٢٨/ ٣٥٣٤)، تاريخ الإسلام (١٣/ ٣٢٣)]: