وقال الخليلي: "غريب من حديث شعبة، يتفرد به زافر عن شعبة، والحديث يعرف من حديث: حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس".
قلت: إنما اختصره زافر بن سليمان [وهو: صدوق، كثير الأوهام]، ولم ينفرد به عن شعبة، بل هو حديث صحيح، من حديث شعبة، عن أبي التياح، عن أنس، هكذا رواه عن شعبة جماعة من أصحابه الحفاظ، مثل: غندر محمد بن جعفر، ووكيع بن الجراح، وأبي الوليد الطيالسي، وآدم بن أبي إياس، ويزيد بن زريع، وأبي داود الطيالسي، وعبد الله بن إدريس، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وبهز بن أسد، وسليمان بن حرب، وبشر بن عمر الزهراني، ووهب بن جرير، وحجاج، وعاصم بن علي، وغيرهم، وقد أخرجه البخاري في صحيحه، وصححه الترمذي وأبو عوانة وابن حبان والبغوي.
وأما حديث شعبة عن ثابت عن أنس، فهو وهم، وإنما هو: شعبة عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، وتقدم التنبيه عليه في الحديث السابق (٦٥٧).
وأما حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، فهو صحيح، يأتي ذكره.
• خالفهم: سعيد بن عامر الضبعي [ثقة]، فرواه عن شعبة، عن قتادة [وفي رواية: عن قتادة وأبي التياح]، عن أنس، قال: إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليُلاطِفُنا كثيرًا؛ حتى إنه قال لأخ لي صغير: "يا أبا عُمَير! ما فعل النُّغَير؟ ".
أخرجه النسائي في الكبرى (٩/ ١٣٣/ ١٠٠٩٦)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (٣/ ٢٧٨)، والبزار (١٣/ ٤٢٥/ ٧١٦٢ و ٧١٦٣)، وابن عبد البر في الاستذكار (٨/ ٢٢٣).
خالف سعيد بن عامر جماعة الثقات عن شعبة؛ فوهِم حيث جعل قتادة مكان أبي التياح، أو قرنه به، وجزم الدارقطني في العلل (١٢/ ٤٥/ ٢٣٩٣) بأنه وهم.
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن شعبة، عن قتادة، عن أنس؛ إلا سعيد بن عامر".
وقال المزي في التحفة (١/ ٢٠٦/ ٧٦٣) و (١/ ٣٣٦/ ١٢٩٣): "ورواه غير واحد عن شعبة، عن أبي التياح، عن أنس، وهو المحفوظ".
وانظر أيضًا فيمن وهم في إسناده على شعبة: السنن الكبرى للنسائي (٩/ ١٣٢/ ١٠٠٩٢)، علل الدارقطني (٢ ١/ ٤٥/ ٢٣٩٣)، الحلية لأبي نعيم (٧/ ١٦٢)، تحفة الأشراف (١/ ٢٠٥/ ٧٦٣) و (١/ ٣٣٦/ ١٢٩٣).
• وأما حديث ابن شوذب:
فيرويه الطبراني في الأوسط (١/ ٤٦/ ١٢٥)، بإسناد حسن إلى ابن شوذب، عن أبي التياح، عن أنس، بقصة أبي عمير مختصرًا.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن شوذب إلا ضمرة"، قلت: يعني: ابن ربيعة الرملي، وهو صدوق.