للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولبعض أطرافه طرق أخرى عند مسلم وغيره، ولبعضها شواهد، لكن اقتصرنا على موضع الشاهد.

• وله شاهد من حديث ابن عمر، لكن لا يصح:

رواه سعيد بن راشد، قال: نا عطاء [هو: ابن أبي رباح]، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صُفُّوا كما تصف الملائكة عند ربهم"، قالوا: يا رسول الله! كيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال: "يقيمون الصفوف، ويجمعون بين مناكبهم".

أخرجه الطبراني في الأوسط (٨/ ٢١٨/ ٨٤٤٩)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٣٨٢).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء إلا سعيد".

قلت: هو حديث منكر، لتفرد سعيد بن راشد به عن عطاء، وسعيد بن راشد المازني السماك: منكر الحديث، متروك، يروي عن عطاء وغيره ما لا يتابع عليه [الكامل (٣/ ٣٨١)، اللسان (٤/ ٤٨)]، وفي الإسناد إليه -عند الطبراني- من يُجهل حاله، قال الهيثمي في المجمع (٢/ ٩٠): "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من لم أعرفه، ولم أجد من ترجمه".

• ومما صح في اختصاص هذه الأمة بجعل صفوفها في الصلاة كصفوف الملائكة:

ما جاء في صحيح مسلم (٥٢٢)، من حديث حذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجعلت تربتها لنا طهورًا إذا لم نجد الماء"، وذكر خصلة أخرى.

قال ابن رجب في الفتح (٤/ ٢٥٠): "واعلم أن الصفوف في الصلاة مما خص الله به هذه الأمة وشرفها به؛ فإنهم أشبهوا بذلك صفوف الملائكة في السماء، كما أخبر الله عنهم أنهم قالوا: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥)} [الصافات: ١٦٥]، وأقسم بالصافات صفًا، وهم الملائكة، وفي صحيح مسلم عن حذيفة ... " فذكر الحديث، وذكر حديث جابر أيضًا.

• قال أبو عبيد في غريب الحديث (٣/ ٢٠٥): "قال الكسائي: التراصُّ: أن يلصق بعضهم ببعض حتى لا يكون بينهم خَلل، ومنه قول الله جل ثناؤه: {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: ٤] ".

وقال القاضي عياض في المشارق (٢/ ٢٥٤): "قوله: "كأنها أذناب خيل شمس" بضم الميم وإسكانها معًا، هي التي لا تستقر إذا نخست، وهو في الناس العَسِر".

وقال ابن الأثير في النهاية (٢/ ٥٠١): "وهو النَّفور من الدواب الذي لا يستقر لشَغَبه وحِدَّته" [وكذا في اللسان (٦/ ١١٣)].

وقال النووي في شمس: "هو بإسكان الميم وضمها، وهي التي لا تستقر، بل تضطرب، وتتحرك بأذنابها وأرجلها، والمراد بالرفع المنهي عنه هنا: رفعهم أيديهم عند السلام، مشيرين إلى السلام من الجانبين" [شرح مسلم (٤/ ١٥٣)] [وانظر: قرة العينين برفع اليدين للبخاري (٣٥)، مجموع فتاوى شيخ الإسلام (٢٢/ ٥٦١)].

***

<<  <  ج: ص:  >  >>