للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولفظه عند البخاري: سعيد بن عبيد الطائي، عن بشير بن يسار الأنصاري، عن أَنس بن مالك: أنَّه قدم المدينة، فقيل له: ما أنكرت منا منذ يوم عهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما أنكرت شيئًا، إلا أنكم لا تقيمون الصفوف.

وفي رواية عقبة: قلت لأنس بن مالك: ما أنكرت من حالنا في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أنكرت أنكم لا تتمون الصفوف.

أخرجه البخاري (٧٢٤)، وأحمد (٣/ ١١٢ و ١١٤)، وأبو العباس السراج في مسنده (٧٦٩)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٣٠٢/ ٣٢٢٦)، والمزي في التهذيب (٣٣/ ٣١١ - ٣١٢).

قال ابن رجب في الفتح (٤/ ٢٦٠): "وفي هذا الحديث: دليل على أن تسوية الصفوف كان معروفًا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن الناس غيروا ذلك بعده.

والظاهر: أن أَنس بن مالك إنما قال هذا في أوائل الأمر، قبل أن يؤخر بنو أمية الصلوات عن مواقيتها، فلما غير بنو أمية مواقيت الصلاة، قال أَنس: ما أعرف شيئًا مما كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، قيل له: ولا الصلاة؟ قال: أو ليس قد صنعتم فيها ما صنعتم".

وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٢١٠): "هذه المقدمة لأنس غير المقدمة التي تقدم ذكرها في باب وقت العصر؛ فإن ظاهر الحديث فيها أنَّه أنكر تأخير الظهر إلى أول وقت العصر كما مضى، وهذا الإنكار أيضًا غير الإنكار الَّذي تقدم ذكره في باب تضييع الصلاة عن وقتها، حيث قال: لا أعرف شيئًا مما كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا الصلاة، وقد ضُيِّعت، فإن ذاك كان بالشام، وهذا بالمدينة، وهذا يدل على أن أهل المدينة كانوا في ذلك الزمان أمثل من غيرهم في التمسك بالسنن".

٣ - عن أبي مسعود البدري:

يرويه الأعمش، عن عمارة بن عمير التيمي، عن أبي معمر، عن أبي مسعود، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: "استووا، ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم، لِيَلِني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الدين يلونهم، ثم الذين يلونهم"

قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافًا.

أخرجه مسلم (٤٣٢/ ١٢٢)، ويأتي تخريجه قريبًا - إن شاء الله تعالى - عند أبي داود برقم (٦٧٤).

٤ - عن عبد الله بن مسعود:

يرويه يزيد بن زريع: حدثني خالد الحذاء، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الدين يلونهم - ثلاثًا -، [ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم]، وإياكم وهيشات الأسواق".

أخرجه مسلم (٤٣٢/ ١٢٣)، ويأتي تخريجه قريبًا - إن شاء الله تعالى - عند أبي داود برقم (٦٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>