وقال أبو حاتم:"هذا وهم؛ إنما هو: الثوري عن ابن عقيل، وليس لعبد الله بن أبي بكر معنى، روى هذا الحديث عن ابن عقيل: زهير وعبيد الله بن عمرو" [العلل لابن أبي حاتم (١/ ٣٠/ ٥٤)].
وقال البزار:"لا نعلم رواه عن الثوري إلا أبو عاصم، وأظن عبد الله بن أبي بكر هو عبد الله بن محمد بن عقيل".
وانظر الحديث المتقدم برقم (٦٣٥)، الشاهد الثاني، فقد خرجت هذا الحديث فيه مطولًا، فراجعه هناك.
وخلاصة ما ذهبت إليه: أنَّه حديث ضعيف؛ لاضطراب ابن عقيل فيه، والله أعلم.
٨ - عن أبي سعيد الخدري:
يرويه أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان [صدوق]، وهشيم بن بشير [ثقة ثبت]، وعبد الله بن إسماعيل بن أبي خالد [مجهول]:
عن مجالد بن سعيد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يضحك الله إلى ثلاثةٍ: القوم إذا صفُّوا في الصلاة، وإلى الرجل يقاتل وراء أصحابه، وإلى الرجل يقوم في سواد الليل". بألفاظ متقاربة.
أخرجه ابن ماجة (٢٠٠)، وأحمد (٣/ ٨٠)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٠٩ / ٣٥٣٨) و (٤/ ٢٠٢/ ١٩٣١٧)، وعثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على بشر المريسي (٢/ ٧٨٣ - ٧٨٤)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٤٠)، وفي السنة (٥٦٠)، وعبد الله بن أحمد في السنة (٢/ ٥٢٤/ ١٢٠٤)، وابن نصر في قيام الليل (٣٤ - مختصره)، والآجري في الشريعة (٢٧٨ - ٢٧٩)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٤٠٩ - ٤١٠/ ٩٨٥)، وأبو طاهر السلفي فيما انتخبه على شيخه أبي الحسين الطيوري "الطيوريات"(٩٧٧)، والبغوي في شرح السنة (٤/ ٤٢/ ٩٢٩)، والذهبي في السير (٦/ ٢٨٧).
وهذا إسناد ضعيف؛ أبو الوداك جبر بن نوف: صدوق يهم، ومجالد بن سعيد: ليس بالقوي، والأكثر على تضعيفه [التهذيب (٤/ ٢٤)].
• وله فيه حديث آخر: تقدم ذكره في حديث جابر السابق.
٩ - عن ابن عباس:
قال الطبراني في الكبير (١١/ ١٠٤ و ١١٣/ ١١١٨٤ و ١٢١٤ ١): حدثنا عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنماطي [قال الخطيب: "ما علمت من حاله إلا خيرًا"، روى عنه جماعة منهم: العقيلي وابن قانع والطبراني. تاريخ بغداد (١٠/ ١٤٨)، تاريخ الإسلام (٢٠/ ٢١٥)]: ثنا الحكم بن موسى [أبو صالح القنطري: صدوق]: ثنا مسلمة بن علي: ثنا ابن جريج، عن عطاء وعمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من نظر إلى فُرجةٍ في صفٍّ فليسُدَّها [وقال مرة: فليسترها] بنفسه؛ فإن لم يفعل فمرَّ مارٌّ فلْيتَخطَّ [وقال مرة: فليطأ] على رقبته؛ فإنه لا حُرمةَ له".