الحفظ، ليس بذاك في الثوري. شرح علل الترمذي (٢/ ٧٢٦)، التهذيب (٤/ ١٨٨)]، وحسين بن حفص [الأصبهاني: صدوق]:
روياه عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليليني منكم الذين يأخذون عني" يعني: الصلاة.
أخرجه الحاكم (١/ ٢١٨ - ٢١٩) [وانظر: إتحاف المهرة (١١/ ٢٥٥/ ١٣٩٨٨)]، والطبراني في الكبير (١٧/ ٢١٧/ ٥٩٧).
قال الحاكم:"قد اتفق الشيخان على حديث أبي مسعود: "ليليني منكم أولو الأحلام والنهى" فقط، وهذه الزيادة بإسناد صحيح على شرطهما".
قلت: بل هي رواية شاذة، سندًا ومتنًا، خالف فيها الأصبهاني والنهدي من هم أكثر منهما عددًا، وأكثر منهما حفظًا وضبطًا لحديث الثوري، كما خالفا فيها رواية الجماعة من ثقات أصحاب الأعمش السابق ذكرهم، وعليه فرواية الجماعة - الفريابي ومن معه - هي المحفوظة عن الثوري، وهي الموافقة لرواية الجماعة من ثقات أصحاب الأعمش، والله أعلم.
• وروى الطبراني في الكبير (١٧/ ٢١٧/ ٥٩٨)، وفي الأوسط (٩/ ١٧٨/ ٩٤٧٠)، بإسناد لا بأس به إلى: محمد بن جابر، عن عمرو بن مرة، عن أبي معمر، عن عقبة بن عمرو، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول:"سووا المناكب، وأقيموا الصفوف، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم".
قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن مرة إلا محمد بن جابر، تفرد به: إسحاق بن أبي إسرائيل".
قلت: إسحاق بن إبي إسرائيل: ثقة، وإنما الحمل فيه على محمد بن جابر بن سيار السحيمي اليمامي؛ فإنه: ضعيف؛ وكان قد ذهبت كتبه في آخر عمره، وعمي، وساء حفظه، وكان يُلقَّن، ويُلحَق في كتابه [انظر: التهذيب (٣/ ٥٢٧)، الميزان (٣/ ٤٩٦)]، فلا يحتمل تفرد مثله عن عمرو بن مرة، وإنما يُعرف هذا الحديث من حديث: الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن أبي مسعود، والله أعلم.
• ومن الأوهام أيضًا:
ما رواه المنذر بن الوليد الجارودي: ثنا يحيى بن زكريا بن دينار الأنصاري: ثنا حجاج بن أرطاة، عن إسماعيل بن رجاء، عن أوس بن ضمعج، عن عقبة بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَؤُمُّ القوم أقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواءً فأفقههم في الدين، فإن كانوا في الفقه سواءً فأقرؤهم للقرآن، ولا يَؤُمُّ الرجلَ في سلطانه، ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه".
زاد عند الدارقطني: وكان يسوي مناكبنا في الصلاة، ويقول:"لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم".