وهم خمسة عشر رجلًا من الثقات، رووه عن حصين به هكذا.
وخالفهم: شريك بن عبد الله النخعي، فرواه عن حصين، عن هلال، عن وابصة به.
فلم يذكر زياد بن أبي الجعد في الإسناد، وهو وهم ظاهر، من سوء حفظ شريك.
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢/ ١٤٣/ ٣٨٢).
وأما التنبيه الثاني:
فإن زياد بن أبي الجعد أخذ هلال بن يساف إلى وابصة بن معبد، فقال زياد لهلال: إن هذا الشيخ حدثني بهذا الحديث، ووابصة يسمع، فأقره على ذلك، فاتصل الإسناد بين هلال ووابصة، بعدما سمعه بواسطة عمرو بن راشد وزياد بن أبي الجعد، والله أعلم.
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على جامع الترمذي (١/ ٤٤٩): "فهو كالقراءة على الشيخ، والعرض عليه".
قال الترمذي في الجامع (٢٣٠): "وفي حديث حصين ما يدل على أن هلالًا قد أدرك وابصة"، بل سماه ابن رجب سماعًا، فقال في الفتح (٥/ ٢٣): "ورجح الترمذي صحة ذلك، وأن هلالًا سمعه من وابصة مع زياد بن أبي الجعد".
وأما التنبيه الثالث:
فقد قال عبثر بن القاسم: عن هلال بن يساف، قال: أخذ بيدي زياد بن أبي الجعد، فأقامني على شيخ من بني أسد، يقال له: وابصة بن معبد، فقال: حدثني هذا -والرجل يسمع- أنه: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد صلى خلفه رجل، ولم يتصل بالصفوف، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعيد الصلاة.
وقال أبو حفص الأبار: أن رجلًا صلى خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، في صف وحده، ولم يصل بالصفوف، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعاد الصلاة.
وقال هشيم: أن رجلًا صلى خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده، لم يتَّصِلْ بأحد،. . ..
وقال زائدة: رأى رجلًا صلى في صفٍ خلف القوم، لم يُصَلِّ بالصفوف،. . . .
فهؤلاء أربعة من ثقات أصحاب حصين، وهم ثقات حفاظ، يُعتمد على حفظهم، قد تتابعوا على هذه الزيادة، مما يدل على كونها محفوظة، لا سيما وفيهم هشيم، وهو أثبت الناس في حصين، قال الإمام أحمد: "هشيم لا يكاد يسقط عليه شيء من حديث حصين، ولا يكاد يدلس عن حصين"، وقال أيضًا: "هشيم أعلم بحديث حصين"، وقال أيضًا: "ليس أحد أصح حديثًا عن حصين من هشيم"، والإمام أحمد من أعلم الناس بحديث هشيم، وقال يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي: "هشيم في حصين: أثبت من سفيان وشعبة"، وقال ابن مهدي: "أعلم الناس بحديث حصين، قديمها وحديثها: هشيم" [العلل ومعرفة الرجال (٧١٢)، سؤالات أبي داود لأحمد (٤٤٣)، الجرح والتعديل (٩/ ١١٥)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٣٩)، التهذيب (٤/ ٢٨٠)].
وهذه الزيادة تدل على أن الصف كان فيه متسع، وأن الرجل كان يجد فيه مكانًا؛ إلا