للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ورواه عبد الواحد بن زياد [بصري، ثقة]: حدثنا مجالد: حدثنا أبو الوداك، قال: مرَّ شاب من قريش بين يدي أبي سعيد الخدري وهو يصلي، فدفعه، ثم عاد فدفعه، ثلاث مرات، فلما انصرف قال: إن الصلاة لا يقطعها شيء، ولكن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ادرؤوا ما استطعتم؛ فإنه شيطان".

أخرجه أبو داود (٧٢٠)، والبيهقي (٢/ ٢٧٨)، وابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٢٨٤).

وهذا حديث ضعيف؛ أبو الوداك جبر بن نوف: صدوق يهم، ومجالد بن سعيد: ليس بالقوي، والأكثر على تضعيفه [التهذيب (٤/ ٢٤)]، وقد اضطرب في هذا الحديث، فمرة يرفع قول أبي سعيد، ومرة يوقفه عليه، وكان مجالد: رفاعًا، يرفع الموقوفات.

وإذا قلنا بأن رواية عبد الواحد هي الأشبه بالصواب، كان ذلك محتملًا، وتكون روايته هذه تشهد لها الروايات الصحيحة عن أبي سعيد، سوى قوله: إن الصلاة لا يقطعها شيء، فتحتاج إلى ما يقويها، ولم نجده عن أبي سعيد من وجه آخر، والله أعلم.

قال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٧٦/ ٢٠٤): "وسمعت أبي يقول: حديث أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يقطع الصلاة الكلب الأسود البهيم": أصح من حديث أبي سعيد: "لا يقطع الصلاة شيء""، قال مغلطاي: "يعني هذا" [شرح سنن ابن ماجه (٥/ ١٦٣٣)].

والعقيلي لما أخرج هذا من قول حذيفة موقوفًا عليه، في ترجمة الزبرقان بن عبد الله العبدي (٢/ ٨٢)، قال: "وفي هذا رواية من غير هذا الوجه فيها لين وضعف".

وقال ابن حزم في المحلى (٤/ ١٣): "أبو الوداك: ضعيف، ومجالد مثله"، قلت: لم أر من ضعف أبا الوداك قبله، وإنما لينه بعضهم، وقال النسائي: "ليس بالقوي".

وقال عبد الحق في الأحكام الوسطي (١/ ٣٤٧): "وهذا يرويه مجالد بن سعيد، وهو: ضعيف الحديث".

وقال في الأحكام الكبرى (٢/ ١٦٢): "لا تقوم به حجة".

وقال ابن قدامة في المغني (٢/ ٤٤): "وحديث أبي سعيد: "لا يقطع الصلاة شيء" يرويه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف؛ فلا يعارض به الحديث الصحيح".

وقال النووي في المجموع (٣/ ٢١٧): "رواه أبو داود بإسناد ضعيف، من رواية أبي سعيد الخدري".

وقال شيخ الإسلام: "والذين خالفوا أحاديث القطع للصلاة لم يعارضوها إلا بتضعيف بعضها، وهو تضعيف من لم يعرف الحديث،، أو بأن عارضوها بروايات ضعيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يقطع الصلاة شيء"" [مجموع الفتاوي (٢١/ ١٦)، القواعد النورانية (١/ ٨٤)].

وحديث أبي سعيد هذا ضعفه جماعة آخرون، وأعلوه بمجالد بن سعيد، وانظر مثلًا: الفتح لابن رجب (٢/ ٦٩٧)، والفتح لابن حجر (١/ ٥٨٨)، والله أعلم.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>