للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جهيم" [تاريخ ابن أبي خيثمة (١/ ٢٨٩ / ١٠١٤)، التمهيد (٢١/ ١٤٨)].

يعني: كما روي مالك والثوري؛ إذ هما أحفظ وأتقن من ابن عيينة، وأكثر منه عددًا، وأكبر منه سنًّا وقدرًا.

وقال الطحاوي في المشكل بعد رواية سفيان الثوري: "فكان في ذلك أن راويه عن النبي عليه السلام هو أبو الجهيم الأنصاري؛ لا زيد بن خالد، فوجب بذلك القضاء فيما اختلف فيه مالك وسفيان بن عيينة لمالك على ابن عيينة؛ لأن مالكًا والثوري لما اجتمعا في ذلك على شيء كانا أولى بحفظه من ابن عيينة فيما خالفهما فيه".

وتقدم نقل كلام ابن عبد البر في أن ابن عيينة قلبه، ثم قال: "والقول عندنا: قول مالك، وقد تابعه الثوري وغيره".

وقال ابن رجب في الفتح (٢/ ٦٧٨): "وهذا كله وهمٌ، وممن نص على أنَّ جعْلَ الحديث من مسند زيد بن خالد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهمٌ من ابن عيينة وخطأ: ابن معين في رواية ابن أبي خيثمة، وأشار إليه الإمام أحمد في رواية حنبل.

وقد اضطرب ابن عيينة في لفظه وإسناده، ولم يحفظه جيدًا، وقد روي عنه كقول مالك وسفيان على الصواب، خرجه ابن خزيمة عن على بن خشرم عنه.

ومن تكلف الجمع بين القولين من المتأخرين، فقوله ليس بشيء، ولم يأت بأمر يُقبل منه".

وقال المزي في التحفة (٣/ ١٨٤/ ٣٧٤٩ - ط الغرب): "والمحفوظ: حديث سالم أبي النضر (ع)، عن بسر بن سعيد: أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم يسأله: ماذا سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - في المارِّ بين يدي المصلي، ومن جعل الحديث من مسند زيد بن خالد فقد وهم، والله أعلم".

وقال في موضع آخر (٨/ ٣٩٨/ ١١٨٨٤): "روي عن بسر بن سعيد (ق)، قال: أرسلوني إلى زيد بن خالد أسأله عن المرور بين يدي المصلي، وهو غلط".

وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٥٨٤): "هكذا روي مالك هذا الحديث في الموطأ، لم يختلف عليه فيه؛ أن المرسِل هو زيد، وأن المرسَل إليه هو أبو جهيم، وتابعه سفيان الثوري عن أبي النضر، عند مسلم وابن ماجه وغيرهما، وخالفهما ابن عيينة عن أبي النضر، فقال: عن بسر بن سعيد قال: أرسلني أبو جهيم إلى زيد بن خالد أسأله، فذكر هذا الحديث"، ثم ذكر كلام ابن معين وابن عبد البر في تخطئة ابن عيينة، ثم ذكر كلام ابن القطان الفاسي فيما خالف فيه جماعة الأئمة الحفاظ بتصحيح القولين، ثم رد عليه قوله.

وقال في الإتحاف (٥/ ١٢/ ٤٨٧٥): "كذا قال، ورواه مالك عن أبي النضر، فجعله من مسند أبي جهيم، وأن زيد بن خالد هو الذي أرسل بسر بن سعيد، وهو المحفوظ".

ب- خالف جماعة الثقات من أصحاب ابن عيينة:

علي بن خشرم: ثنا ابن عيينة، عن سالم بن النضر [كذا في المطبوع، وفي الإتحاف

<<  <  ج: ص:  >  >>