للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ورواه سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن ابن عباس، بمعناه.

أخرجه أحمد (١/ ٣٠٨ و ٣٤٣)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٤٢٧/ ٢٣١٣ - أطرافه)، والطبراني في الكبير (١٢/ ١٤٠/ ١٢٧٠٣)، والبيهقي (٢/ ٢٧٧).

قال الدارقطني: "تفرد به: أبو حمزة السكري، عن رقبة بن مصقلة، عن سلمة بن كهيل عنه".

قلت: رواه الثوري عن سلمة، وقد اشتهر عن الثوري، وكفى به.

• وخالف الثوريَّ من لا يعدله في إمامته وحفظه وإتقانه:

فرواه أشعث بن سوار، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: مرت شاة بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو في الصلاة بينه وبين القبلة، فلم يقطع صلاته.

أخرجه أبو يعلي (٥/ ٦٠/ ٢٦٥٢)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٤١/ ١٢٤١٥).

وأشعث بن سوار: ضعيف، وقد جوَّد إسناده، وسلك به الجادة والطريق السهل، والمحفوظ ما رواه الثوري، والله أعلم.

قال البخاري: "ولم يسمع الحسن من ابن عباس"، وكذا قال أحمد وابن معين [العلل ومعرفة الرجال (٣١)، التاريخ الأوسط (١/ ٢٩٦/ ١٤٤١)، المراسيل (١٥٥)، الجرح والتعديل (٣/ ٤٥)، تحفة التحصيل (٧٧)].

وهذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه بين الحسن العرني وابن عباس، وسيأتي الكلام عن طرق هذا الحديث في موضعه من السنن -إن شاء الله تعالى- برقم (٧١٦ و ٧١٧)، وقد تقدم تحت الحديث رقم (٧٠٤).

وهذه متابعة صالحة لحديث يحيى بن الجزار في قصة مرور الجدي، والله أعلم.

كما يشهد لحديث ابن عباس هذا: حديث عبد الله بن عمرو المتقدم قبله، والله أعلم.

• ومما يشهد لأحاديث القطع، وأن سترة الإمام سترة لمن خلفه:

حديث أبي جحيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بمكة، وهو بالأبطح، وبين يديه عنزة، يمر من ورائها الكلب والمرأة والحمار [وهو حديث متفق عليه، تقدم برقم (٥٢٠ و ٦٨٨)].

فهو دال على المسألتين معًا: أن سترة الإمام سترة لمن خلفه، وإلا للزم كل مصلٍّ خلف الإمام أن يتخذ لنفسه سترة غير سترة الإمام، وكذلك يدل على أن هذه الثلاث المذكورة تقطع الصلاة، وإلا لما استتر منها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولما كان لذكر الصحابي لها معنى، قال ابن رجب في الفتح (٢/ ٦٢٢): "وقوله: يمر بين يديه المرأة والحمار: مما يستدل به على أن مرورهما بين يدي المصلي إلى غير سترة يقطع عليه صلاته، ولولا ذلك لم يكن لتخصيص المرأة والحمار بمرورهما بين يديه من وراء السترة معني".

***

<<  <  ج: ص:  >  >>