النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن، وأنه خط حوله خطًّا، وقال: "لا تخرجن منه"، وأنه لما رجع قال: "هل معك من وضوء؟ " قال: لا، معي إداوة فيها نبيذ، فقال: "تمرة طيبة، وماؤه طهور"، وتوضأ به: فقد روى من أوجه كلها ضعيف.
وأشهرها رواية أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود، وقد ضعفها أهل العلم بالحديث".
• ولهذا الحديث أسانيد أخرى، منها ما رواه:
١ - الحسين بن عبيد الله العجلي: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: سمعت ابن مسعود يقول: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن، فأتاهم فقرأ عليهم القرآن، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الليل: "أمعك ماء يا بن مسعود؟ " قلت: لا والله يا رسول الله! إلا إداوة فيها نبيذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تمرة طيبة، وماء طهورًا، فتوضأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه الدارقطني (١/ ٧٧)، والبيهقي في الخلافيات (١/ ١٧٢/ ٣١)، والخطيب في التاريخ (٨/ ٥٦)، وابن الجوزي في التحقيق (٣٤)، وفي العلل المتناهية (١/ ٣٥٦/ ٥٨٩)، وعلقه الجوزقاني في الأباطيل (٣٠٩).
قال الدارقطني في السنن: "الحسين بن عبيد الله هذا: يضع الحديث على الثقات".
وقال في العلل (٥/ ٣٤٦/ ٩٤٠): "والراوي له متروك الحديث، وهو الحسين بن عبيد الله العجلي عن أبي معاوية: كان يضع الأحاديث على الثقات، وهذا كذب على أبي معاوية، وعلى الأعمش". ونقل الجوزقاني وابن الجوزي بعض كلام الدارقطني.
قلت: وهو كما قال، موضوع على أبي معاوية [والعجلي هذا اتهمه بالوضع أيضًا: ابن عدي وغيره. اللسان (٣/ ١٨٤)]، والمعروف عن الأعمش خلافه:
فقد روى شعبة وغيره، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: سألت علقمة: أكان عبد الله مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن؟ فقال: وددت أن صاحبنا كان ذاك.
أخرجه الشاشي (٣٣٢)، والخطيب في الموضح (١/ ٤٩٠).
٢ - حماد بن سلمة، قال: أخبرني علي بن زيد بن جُدعان، عن أبي رافع مولى عمر - رضي الله عنه -، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتاج إلى ماء يتوضأ به، ولم يكن معه إلا النبيذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تمرة طيبة، وماء طهور"، فتوضأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه أحمد (١/ ٤٥٥)، وأبو يعلى في المعجم (٢٧)، والطحاوي (١/ ٩٥)، والدارقطني (١/ ٧٧)، وابن شاهين في الناسخ (٩٥)، والبيهقي في الخلافيات (١/ ١٦٨/ ٢٩)، والجوزقاني في الأباطيل والمناكير (١/ ٤٩٨/ ٣٠٨)، وابن الجوزي في التحقيق (٣٣)، وفي العلل المتناهية (١/ ٥٨٨/٣٥٦).
قال الدارقطني في السنن: "لا يثبت من وجهين، ونكتة ذكرتها فيه"، ثم بيَّنها فقال: