للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مغاير، فأما التفريج بين الأصابع في الركوع، فهو مأخوذ من معنى قوله: "أمكن يديه من ركبتيه" في رواية الليث، ومن قوله: "ووضع يديه على ركبتيه، كأنه قابضٌ عليهما" في رواية فليح؛ فإن تمكين اليدين من الركبتين والقبض عليهما يلزم منه تفريج الأصابع.

وأما قوله: "ولا صافحٍ بخده"، فهو معنى قوله: "فلم يُصَوِّب رأسه"؛ أي: لم يخفضه.

وكذلك تعيين الباطن من القدم اليسرى، في حال الافتراش؛ فإنه ظاهر من السياق.

وأما إخراج القدمين من ناحية واحدة، فإنه صحيح إذ انظرنا إليه من جهة المعنى على أن القدمين يكونان في الجهة اليمنى، لا على أنَّه لا ينصب اليمنى، والله أعلم.

وعلى هذا فإن هذه الألفاظ التي أتى بها ابن لهيعة قد رواها بالمعنى، ولم يخالف الثقات فيما رووه، ولم ينفرد بشيء دونهم، فهو حديث حسن لغيره، لا سيما وقد رواه عن ابن لهيعة: ابن وهب [وهو قديم السماع من ابن لهيعة، وكان يتتبع أصوله، يكتب منها]، وقتيبة بن سعيد [كان يكتب حديث ابن لهيعة من كتب ابن وهب، ثم يسمعه من ابن لهيعة]، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار [وكان راويته]، والله أعلم [انظر: الميزان (٢/ ٤٧٥)، السير (٨/ ١١)، التهذيب (٢/ ٤١١)].

***

٧٣٢ - . . . الليث بن سعد، عن يزيد بن محمد القرشي، ويزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، نحو هذا، قال: فإذا سجد وضع يديه غيرَ مفترِشٍ ولا قابِضِهما، واستقبل بأطراف أصابعه القبلة.

• حديث صحيح.

أعاده أبو داود في باب: مَن ذَكَر التورُّك في الرابعة، برقم (٩٦٤).

وأخرجه البخاري (٨٢٨)، وابن خزيمة (١/ ٣٢٤/ ٦٤٣)، وابن حبان (٥/ ١٨٦/ ١٨٦٩)، والطحاوي (١/ ٢٥٨)، وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (٦٩)، وابن حزم في المحلى (٤/ ١٢٦)، والبيهقي في السنن (٢/ ٨٤ و ٩٧ و ١٠٢ و ١١٦ و ١٢٧)، وفي المعرفة (٢/ ٢٤ و ٢٥/ ٨٧٣ و ٨٧٤)، وابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ٢٥٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ١٤/ ٥٥٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٦/ ٢٥٨)، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٣٥٧) [وفي سنده تصحيف].

هكذا رواه عن الليث بن سعد: عبد الله بن وهب، ويحيى بن بكير، وأبو صالح عبد الله بن صالح [ووقع في روايته عند ابن عبد البر: محمد بن عمرو بن طلحة، وإنما هو: ابن حلحلة]، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار [من رواية المقدام بن داود الرعيني عنه، وقد قرن الليث في الإسناد بابن لهيعة، ولم يذكر يزيد بن محمد القرشي، والمقدام:

<<  <  ج: ص:  >  >>