للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن حبان في الثقات (٧/ ٢٥٨): "كذا قال شعبة: عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي، وقال مسعر: عن عمرو بن مرة عن رجل من عنزة، وقال ابن إدريس: عن حصين عن عمرو بن مرة عن عباد بن عاصم عن نافع بن جبير، وقال عباد بن العوام: عن حصين عن عمرو بن مرة عن عمار بن عاصم عن نافع بن جبير، وهو عند ابن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب عن عبد الرحمن بن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه بطوله، ونفخه الكبر، وهمزه الموتة، ونفثه الشعر".

قلت: هذه الرواية الأخيرة التي ذكرها هنا ابن حبان، لعلها تصحفت، فقد أسندها الطبراني في مسند الشاميين (٢/ ٢٨١/ ١٣٤٣)، قال: حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي [صدوق. التقريب (٤٧)]: ثنا سليمان بن عبد الرحمن [التميمي الدمشقي، ابن بنت شرحبيل: صدوق يخطئ]: ثنا إسماعيل بن عياش [روايته عن أهل الشام مستقيمة، لكنه المتفرد بالرواية عن شيخه هنا]، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عمرو بن مرة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قام بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن خلفه، فافتتح الصلاة، فسمعته يقول حين كبر: "الله أكبر، الله أكبر -ثلاث مرات-، والحمد لله -ثلاث مرات-، وسبحان الله بكرة وأصيلًا -ثلاث مرات-"، ثم قال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه"، ثم قرأ، فلما انصرف قال: "تدرون ما همزه؟ " قلنا: لا، قال: "الجنون من المس، ونفثه الكبر، ونفخه الشعر".

قلت: وهي رواية ساقطة؛ عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب الحمصي: متروك، منكر الحديث، لم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش [التهذيب (٢/ ٥٩٠)، الميزان (٢/ ٦٣٢)، الكامل (٥/ ٢٨٥)]، ورواية إسماعيل هنا عن أهل بلده، فالبلية ليست منه، وإنما من شيخه بلديه.

وقال الدارقطني في العلل (١٣/ ٤٢٧/ ٣٣٢١) بعد أن ذكر الاختلاف في هذا الحديث بأكثر مما تقدم: "والصواب من ذلك قول من قال: عن عاصم العنزي عن نافع بن جبير عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " [وانظر: أمالي الحافظ العراقي (٧٠)، ذيل الميزان (٤٥٣)].

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".

وقال الحافظ العراقي في أماليه "المستخرج على المستدرك" ص (٦٧): "هذا حديث حسن، مشهور من رواية عمرو بن مرة".

وقال (٧٠): "وما ذُكر في آخر الحديث في تفسير نفخه ونفثه وهمزه: هو مدرج فيه، وهو من قول عمرو بن مرة".

قلت: هو حديث ضعيف؛ لأجل جهالة شيخ عمرو بن مرة، سواء أكان عاصمًا العنزي، أو عباد بن عاصم، وقد خرجته في الذكر الدعاء تحت الحديث رقم (٨١) (١/ ١٦١)، والله أعلم.

• وله شاهد بمعناه من حديث أبي أمامة:

<<  <  ج: ص:  >  >>