للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وقد اختلف فيه أيضًا على أبي نعامة قيس بن عبابة الحنفي البصري [وهو: ثقة]:

أ- فرواه خالد بن مهران الحذاء [وهو: بصري ثقة]، عن أبي نعامة قيس بن عباية الحنفي، عن أنس بن مالك، قال:. . . فذكره.

ب- وخالفه: سعيد بن إياس الجريري [وهو: بصري ثقة، وقد رواه عنه جماعة من الثقات ممن روى عنه قبل الاختلاط، مثل: إسماعيل ابن علية، ووهيب بن خالد، وبشر بن المفضل، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي]، وعثمان بن غياث [بصري: ثقة]، وراشد بن نجيح الحماني أبو محمد [بصري: صالح الحديث. التهذيب (١/ ٥٨٤)، الميزان (٢/ ٣٦)]:

عن أبي نعامة قيس بن عباية، قال: حدثني ابن عبد الله بن المغفل، عن أبيه، وفيه قصة.

ويأتي تخريجه مفصلًا قريبًا في الشواهد.

قال البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٤٤٢): "والأول أصح"؛ يعني: حديث الجماعة هذا، وأنه من حديث ابن مغفل، لا من حديث أنس.

وقال الدارقطني في العلل (١٢/ ٢٤٧/ ٢٦٧٤) عن هذا الوجه الأخير: "وهو أشبه بالصواب؛ لأنهم ثلاثة، وقد خالفوا خالدًا في الإسناد".

قال ابن حجر في النكت (٢/ ٧٥٢): "ولا يمتنع أن يكون لأبي نعامة فيه شيخان".

قلت: نعم؛ لو كان أبو نعامة حافظًا مكثرًا، ولو كان خالد من الأثبات المتفق على توثيقهم، لكن لا هذا ولا ذاك، فأبو نعامة مُقلٌّ إذا قيس بالمكثرين، وخالد فقد تُكُلِّم فيه؛ إلا أن العمل على توثيقه، لكنه لم يكن في مثل مرتبة الثوري ومالك وأضرابهما، فالقول: قول البخاري والدارقطني.

كذلك فإن راشد بن نجيح -وهو ممن رواه عن أبي نعامة بالإسناد الثاني- ممن يروي عن أنس، فلو كان عنده عن أنس، لما ترك الإسناد العالي، ليرويه بنزولٍ برواية مبهمٍ عن عبد الله بن مغفل، والله أعلم.

فإن قيل: ألم يرجح أربعة من الأئمة رواية أصحاب الثوري على رواية يحيى بن أيوب عنه؟ مما يدل على كونها محفوظة؟ فيقال: نعم، هي محفوظة؛ لكن من حديث الثوري حسب، لكن وهِم في إسناده: خالد الحذاء حين جعله من مسند أنس، أو حدَّثه به شيخه أبو نعامة على الوهم، وإنما هو من مسند عبد الله بن المغفل، كما رواه ثلاثة من ثقات البصريين عن أبي نعامة، والله أعلم.

٩ - أبو إسحاق خازم بن حسين الحُمَيسي، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، فكانوا يفتتحون القراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ويقرؤون: (مَلك يوم الدين).

أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (١٣٦)، وأبو يعلى (٧/ ١٨٠/ ٤١٥٩)،

<<  <  ج: ص:  >  >>