وهذا حديث باطل؛ الفضل بن المختار: أحاديثه منكرة، يحدث بالأباطيل، عامة ما يرويه لا يتابع عليه [اللسان (٦/ ٣٥٢)]، وخالد بن عبد السلام الصدفي المصري: قال فيه أبو حاتم: "صالح الحديث"، وقال ابن يونس:"ثقة" [الجرح والتعديل (٣/ ٣٤٢)، الإكمال لابن ماكولا (١/ ٦٢)، تاريخ الإسلام (١٨/ ٢٥٤)]، وشيخ الطبراني: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد: ضعيف، واتهم [انظر: اللسان (١/ ٥٩٤)].
وأحاديث عصمة بن مالك هذا أخرجها الطبراني، والدارقطني، وغيرهما، ومدارها على الفضل بن المختار، فلا يثبت له حديث [انظر: معجم الصحابة لابن قانع (٢/ ٢٩٤)، المعجم الكبير (١٧/ ١٧٨ - ١٨٧)، الكامل (٦/ ١٤)، معرفة الصحابة (٤/ ٢١٤٥)، الإصابة (٤/ ٥٠٤)، وغيرها].
قال الهيثمي في المجمع (٢/ ٤٦): "ولا يصح عن عصمة حديث".
٨ - أزهر بن منقر:
يرويه علي بن قرين: ثنا عيسى بن الصلت الكناني، قال: سمعت عبثر [وفي رواية: غثير] بن جابر، سمعته يحدث عن أزهر بن منقر، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصليت خلفه، فسمعته يفتتح القراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ويسلم تسليمتين.
أخرجه الأزدي في المخزون (٧)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ٣٤٤/ ١٠٦٦).
قال ابن منده:"غريب؛ لا يعرف إلا من هذا الوجه" [الإصابة (١/ ٤٧)].
قلت: هو حديث موضوع؛ وضعه علي بن قرين، فإنه كذاب خبيث، يضع الحديث [اللسان (٦/ ٩)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٢٤٩)]، ومن فوقه لا يُعرفون إلا من طريقه؛ ولا ذكر لهم إلا في هذه الرواية حسب، فهو إسناد مختلق مصنوع، ولم يُعلُّه ابن حجر في الإصابة بغير عليَّ هذا، حيث قال:"وفي إسناده علي بن قرين، وقد كذبه ابن معين وموسى بن هارون وغيرهما" [انظر: الاستيعاب (١/ ٧٤)، أسد الغابة (١/ ١٠٠)، الإصابة (١/ ٤٧)].
٩ - أبي هريرة:
أ- روى عبد الواحد بن زياد: ثنا عمارة بن القعقاع: ثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير: ثنا أبو هريرة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نهض في الركعة الثانية استفتح القراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ولم يسكت، وفي رواية: إذا قام للركعة الثانية.
وهو حديث صحيح، تقدم تحت الحديث رقم (٧٨١).
قال الطحاوي بعده (١/ ٢٠٠): "ففي هذا دليل أن {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ليست من فاتحة الكتاب، ولو كانت من فاتحة الكتاب لقرأ بها في الثانية، كما قرأ فاتحة الكتاب، والذين استحبوا الجهر بها في الركعة الأولى لأنها عندهم من فاتحة الكتاب استحبوا ذلك أيضًا في الثانية، فلما انتفى بحديث أبي هريرة هذا أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ بها في الثانية، انتفى به أيضًا أن يكون قرأ بها في الأولى، فعارض هذا الحديثُ حديثَ نعيم المجمر، وكان هذا أولى منه، لاستقامة طريقه، وفضل صحة مجيئه على مجيء حديث نعيم".