وقال البغوي في شرح السُّنَّة (١/ ٣٦٧): "وإسناده ضعيف".
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث غريب، لم يسنده غير خارجة، وإنما هو من كلام الحسن".
وذكره النووي في فصل الضعيف من الخلاصة (٢١١).
وقال الذهبي في الميزان (١/ ٦٢٥) في ترجمة خارجة: "انفرد بخبر: إن للوضوء شيطانًا يقال له: الولهان! [وانظر: الإمام (٢/ ٣١)].
وقال ابن حجر في هداية الرواة (١/ ٢٢٥): "ضعيف"، وقال في التلخيص (١/ ١٠١): "في إسناده ضعف، وروى البيهقي بسند ضعيف من حديث عمران بن حصين نحوه".
قلت: هو حديث منكر، كما تقدم بيانه عن الأئمة.
• فإن قيل: قد رواه سفيان بن حسين [وهو: ثقة في غير الزهري]، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عُتي، عن أُبي بن كعب - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن للوضوء شيطانًا يقال له: الولهان".
أخرجه الخطيب في الموضح (٢/ ٤٣٩).
فيقال: إنما رواه الخطيب من طريق: داود بن إبراهيم: حدثنا عباد بن العوام: حدثنا سفيان به.
وعليه فهو حديث كذب موضوع على عباد بن العوام وسفيان بن حسين؛ فإن داود بن إبراهيم هذا هو الراوي عن شعبة، قال أبو حاتم: "متروك الحديث، كان يكذب" [الجرح والتعديل (٣/ ٤٠٧)، المتفق والمفترق (٢/ ٨٧٧)، الموضح (٢/ ٤٣٩)، اللسان (٣/ ٣٩١)]، وهذا الحديث إنما تفرد بروايته مسندًا: خارجة بن مصعب، كما صرح بذلك الأئمة، وتقدم نقل كلامهم، فليس لسفيان بن حسين ولا لعباد بن العوام فيه ناقة ولا جمل، والله أعلم.
• ورواه مطولًا بمتن منكر باطل: حبيب بن أبي حبيب الخرططي: وكان ممن يضع الحديث [التقريب (٢١٨)، الميزان (١/ ٤٥١)]، رواه عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن شيطانًا بين السماء والأرض، يقال له: ولهان، معه ثمانية أمثال ولد آدم من الجنود، وله خليفة يقال له خنزب، فإذا لم يستقبل من العبد شيئًا أخذه بالوضوء حتى يهلكه، فمن أصابه شيء من ذلك فإذا قدم وضوءه فليقل: بسم الله، أعوذ بالله من خنزب، وأشباهه من أهل الأرض، سبع مرات، فإنه ينقطع عنه من الماء للوضوء ما يكفي من الدهن".
أخرجه ابن حبان في المجروحين (١/ ٢٦٦)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٣٤٧/ ٥٧١).
قال ابن حبان: "وهذا كله باطل لا أصل له"، وقال ابن الجوزي: "موضوع".