• تابع حماد بن سلمة على روايته عن حبيب بن الشهيد بنفس هذا اللفظ:
شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، ويحيى بن سعيد القطان [ثقات حفاظ أئمة]، وعبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد [ثقة]، وخالد بن ذكوان أبو الحسين المدني [صدوق]، وأبو بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان [ضعيف]:
عن حبيب بن الشهيد، عن عطاء، قال: قال أبو هريرة: كل صلاة يُقرأ فيها، فما أسمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم، وما أخفى علينا أخفينا عليكم.
أخرجه أحمد (٢/ ٢٥٨ و ٣٠١ و ٤١١ و ٤٣٥)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢٥١٤)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٧)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٣٢٢)، وفي مستخرجه على مسلم (٢/ ١٩/ ٨٧٨)، والخطيب في الموضح (٢/ ٩).
تنبيه: كنى شعبة وسعيد بن أبي عروبة حبيب بن الشهيد بأبي محمد، ولم يذكرا اسمه في الرواية، وقد جزم الإمام أحمد والخطيب بأن أبا محمد هذا هو حبيب بن الشهيد، قال عبد الله بن أحمد: "سمعت أبي يقول في حديث سعيد بن أبي عروبة عن أبي محمد عن عطاء عن أبي هريرة: في كل الصلوات يُقرأ، قال أبي: أبو محمد هو حبيب بن الشهيد" [المسند (٢/ ٤١١)، العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٤١٦/ ٢٨٥٨)، الموضح (٢/ ٩)].
• قال مسلم في صحيحه (٣٩٦/ ٤٢): حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير: حدثنا أبو أسامة، عن حبيب بن الشهيد، قال: سمعت عطاء، يحدث عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا صلاة إلا بقراءة"، قال أبو هريرة: فما أعلن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلناه لكم، وما أخفاه أخفيناه لكم. وعلقه أبو عوانة في صحيحه (١/ ٤٥١/ ١٦٧١).
ورفْعُ هذه الجملة الأولى وهمٌ؛ إنما هي موقوفة من قول أبي هريرة، كما رواه جماعة الثقات الحفاظ السابق ذكرهم عن حبيب بن الشهيد:
قال الدارقطني في التتبع (٢٠) بعد ذكر رواية أبي أسامة عند مسلم: "وهذا لم يرفع أوله إلا أبو أسامة، وخالفه يحيى القطان، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو عبيدة الحداد، وغيرهم: رووه عن حبيب بن الشهيد، عن عطاء، عن أبو هريرة قال: في كل صلاة قراءة، فما أسمعناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم.
جعلوا أول الحديث من قول أبي هريرة، وهو الصواب، وكذلك رواه: قتادة، وأيوب، وحبيب المعلم، وابن جريج".
وأقره أبو مسعود الدمشقي على ذلك في أجوبته (١)، حيث قال: "هو لعمري كما ذكر، لا يُعرف فيه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلا من رواية مسلم عن ابن نمير، من حديث أبي أسامة، فقد رواه الناس على الصواب عنه، ولم أره من حديث ابن نمير إلا عند مسلم، ولعل الوهم فيه من مسلم، أو ابن نمير، أو من أبي أسامة، لما حدَّث به ابن نمير؛ لأن هذا كله يحتمل.
فأما أن يلزم مسلمًا فيه الوهم من بينهم فلا، حتى يوجد من غير حديث مسلم عن ابن نمير على الصواب، فحينئذ يلزمه الوهم، وإلا فلا".