وقال زائدة: صلاتي العشاء، وقال معمر، وهي رواية عن الثوري [رواها عنه: عبيد الله بن موسى]: فأصلي بهم صلاة العشاء.
ولم يأت تعيين الصلاة في رواية هشيم وجرير وداود، وقالوا: وأحذف في الأخريين.
• ورواه سفيان بن عيينة [ثقة حافظ]: ثنا عبد الملك بن عمير: سمعت جابر بن سمرة السوائي، يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول لسعد بن أبي وقاص: والله لقد شكاك أهل الكوفة في كل شيء، حتى زعموا أنك لا تحسن تصلي بهم، فقال سعد: أما والله ما كنت آلو بهم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الظهر والعصر، أركد في الأوليين، وأحذف في الأخريين، قال: فسمعت عمر يقول: ذلك الظن بك، ذلك الظن بك.
أخرجه ابن خزيمة (١/ ٢٥٦/ ٥٠٨)، وأحمد (١/ ١٧٩)، والحميدي (٧٢)، وأبو يعلى (٢/ ٨٩/ ٧٤٣)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٢٣).
كذا رواه عن ابن عيينة فقال: في الظهر والعصر: أحمد بن حنبل، والحميدي [وهما من كبار الأئمة الحفاظ، من [ثبت أصحاب ابن عيينة]، ورواه عنه بدون هذا القيد: أبو خيثمة زهير بن حرب [يعلى]، وأبو همام الوليد بن شجاع، وسوار بن عبد الله بن سوار [سراج] [وهم ثقات].
قال ابن رجب في الفتح (٤/ ٤١١): "صلاة العشي: هي صلاة الظهر والعصر؛ لأن العشي هو ما بعد الزوال" [وانظر: كشف المشكل (١/ ٢٣١)، شرح الكرماني (٥/ ١٢٥)، لسان العرب (١٥/ ٦٠)، الفتح لابن حجر (٢/ ٢٣٨)].
قلت: فكأن ابن عيينة رواه بالمعنى، والله أعلم.
وقد أخرجه البخاري في باب القراءة في الظهر [مثبت على هامش النسخة اليونينية (١/ ١٥٢ - ط المنهاج)، ورمز لها بأنها رواية أبي ذر الهروي والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت. شرح البخاري لابن بطال (٢/ ٣٧٣)، مشارق الأنوار (٢/ ١٠٤)، شرح الكرماني (٥/ ١٢٥)، فتح الباري لابن رجب (٤/ ٤١١)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (٧/ ٦٣)، الفتح لابن حجر (٢/ ٢٣٨)].
وقال ابن رجب في موضع آخر (٤/ ٤٥٠): "رُوي حديث سعد هذا بثلاثة ألفاظ: أحدها: هذا، وهو ذكر الصلاة مطلقًا، والثاني: ذكر صلاة العشي، والمراد: صلاة الظهر والعصر، والثالث: ذكر صلاة العشاء، فإن كان محفوظًا كان الأنسب ذكره في هذا الباب، وإنما خرجه البخاري في صلاة الظهر والعصر، وخرج هاهنا الرواية المطلقة التي تدخل فيها كل صلاة رباعية، لقوله: "أمد في الأوليين، وأحذف في الأخريين".
وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٢٣٨): "قوله: "أصلي صلاة العشاء" كذا هنا بالفتح والمد للجميع، غير الجرجاني فقال: العشي، وفي الباب الذي بعده: "صلائي العشي" بالكسر والتشديد، لهم إلا الكشميهني، ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن أبي عوانة بلفظ: "صلاتي العشي"، وكذا في رواية عبد الرزاق عن معمر، وكذا لزائدة في صحيح أبي