أخرجه البيهقي في القراءة خلف الإمام (٢١٢)، بإسناد صحيح إلى ابن لهيعة.
وهذا إسناد ضعيف؛ لأجل ابن لهيعة، وحنش هو الصنعاني: ثقة، من الثالثة.
• هكذا اختلفت الرواية عن ابن عباس، ويمكن الجمع بين نفيه وإثباته، بحمل النفي على ما زاد على فاتحة الكتاب، والله أعلم.
والعمدة في هذا الباب على حديث أبي قتادة وما كان في معناه؛ فهو صريح في إثبات القراءة في الظهر والعصر، في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة، وفي الأخريين بفاتحة الكتاب، والمثبت مقدَّم على النافي، لما معه من زيادة علم ليست مع النافي فوجب قبولها، والله أعلم.
• ومما روي أيضًا في توقيت القراءة في الظهر والعصر:
أ- ما رواه أبو الرَّحَّال البصري، عن النضر بن أنس، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم الظهر بالهاجرة، فرفع صوته، فقرأ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، فقال أُبي بن كعب: يا رسول الله، أُمِرتَ في هذه الصلاة بشيء؟ قال: "لا، ولكني أردت أن أوقِّت لكم صلاتكم".
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٢/ ١٤ - ١٥)، والطبراني في الأوسط (٩/ ١٠٦/ ٩٢٦١)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٢٧).
قلت: هو حديث منكر.
قال العقيلي بعد أن أخرجه في ترجمة خالد بن محمد أبي الرحال الأنصاري: "ولا يتابع عليه، والصحيح في الراوية عن النبي عليه السلام: أنه لم يكن يجهر في صلاة النهار بالقراءة إلا في الجمعة".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن النضر بن أنس إلا أبو الرحال، ولا رواه عن أبي الرحال إلا سعدان بن يحيى وسلم بن قتيبة".
وخالد بن محمد أبو الرحال الأنصاري، عن النضر بن أنس: منكر الحديث، قاله البخاري، وقال أيضًا: "عنده عجائب"، وقال أبو زرعة: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث، ليس بقوي"، وقال ابن عدي: "وهو قليل الحديث، وفي حديثه بعض النكرة"، وقال ابن حبان: "عنده مناكير، ... ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد" [التاريخ الكبير (٣/ ١٧٢)، الكنى للبخاري (٣٠)، سؤالات البرذعي (٢/ ٦٧٣)، المجروحين (١/ ٢٨٤)، الميزان (١/ ٦٣٩)، المغني (١/ ٢٠٦) و (٢/ ٥٧٤)، التهذيب (٤/ ٥٢١)].
ب- وما رواه سكين [بن عبد العزيز] [شيخ لا بأس به، يروي عن قوم ضعفاء.
التهذيب (٢/ ٦٣)، الميزان (٢/ ١٧٤)]: حدثنا المثنى القطان [الأحمري]: حدثني عبد العزيز [بن قيس]-يعني: أبا سكين-، قال: أتيت أنس بن مالك، فقلت: أخبرني عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر أهل بيته، فصلى بنا الظهر والعصر، فقرأ بنا قراءة همسًا، فقرأ بالمرسلات، والنازعات، وعم يتساءلون، ونحوها من السور.