الكوفيون"، ثم ذكر حديث: أخطأ الفطرة من قرأ خلف الإمام، ثم قال: [وهو أيضًا أصح إسنادًا من الحديث الذي يرويه محمد بن سالم عن الشعبي عن الحارث عن علي مرفوعًا: "يكفيك قراءة الإمام"، ... ".
وقال البيهقي في المعرفة: "وسماع عبيد الله بن أبي رافع من علي صحيح، وفي هذا دليل على خطأ ما روي عن علي بخلافه".
وقال في السنن: "وفي كل ذلك دلالة على ضعف ما روي عن علي - رضي الله عنه - بخلافه، بأسانيد لا يسوى ذكرها لضعفها".
وقال ابن عبد البر بأنه أصح شيء عن علي [التمهيد (١١/ ٣٥)].
وانظر فيمن وهم في رفعه، أو في متنه: شرح معاني الآثار (١/ ٢٠٦)، علل الدارقطني (٤/ ١٨/ ٤١٢)، القراءة خلف الإمام للبيهقي (٢٩٨).
قلت: هو موقوف على علي - رضي الله عنه - بإسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين، وقد أخرج الشيخان لعبيد الله عن علي، والله أعلم.
وليس فيه حجة لمن رأى القراءة خلف الإمام حال جهره بالقراءة، وإنما هو حجة لمن قال بالقراءة خلف الإمام في الصلاة السرية؛ الظهر والعصر، أو في الصلوات الجهرية حال المخافتة، أو عند عدم السماع، والله أعلم.
٧ - حديث ابن عباس:
يرويه أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري [ثقة متقن]: ثنا عاصم بن عبد العزيز، عن أبي سهيل، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن النبي - رضي الله عنه - قال: "تكفيك قراءة الإمام، خافت أو جهر".
أخرجه الدارقطني (١/ ٣٣١ و ٣٣٣)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٢٦٥)، والبيهقي في القراءة (٤٣٢ و ٤٣٣).
قال الدارقطني: "عاصم ليس بالقوي، ورفعه وهم".
وقال أيضًا: "قال أبو موسى: قلت لأحمد بن حنبل في حديث ابن عباس هذا في القراءة؟ فقال: هذا منكر" [انظر: الإتحاف (٧/ ٦٦٦/ ٨٧٢٠)، مختصر الخلافيات (٢/ ١٣١)].
وقال أبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١/ ١٣٢): "وهذا الحديث أيضًا لا يثبته أهل المعرفة بالحديث، ... ".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عون، لم يروه عنه إلا أبو سهيل، وهو نافع بن مالك بن أبي عامر، عم مالك بن أنس، يعد من تابعي أهل المدينة، سمع من أنس بن مالك، تفرد عنه: عاصم بن عبد العزيز، وهو الليثي".
وقال البيهقي: "وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ فيما قرئ عليه، قال: عاصم بن عبد العزيز الأشجعي الغالب على حديثه الوهم والخطأ، قال: وقال أبو علي الحسين بن