للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحدث عن غياث بن إبراهيم عن أنس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد الحاجة أبعد. سألته عن غياث بن إبراهيم؟ فقال: كان كذوبًا".

وقال البغوي في شرح السُّنة (١/ ٣٧٤): "يرويه الأعمش عن أنس، وعن ابن عمر، وكلٌّ: مرسل؛ لأن الأعمش لم يسمع من أحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد نظر إلى أنس".

وقال النووي والعراقي: "الحديث ضعيف من جميع طرقه".

وقال النووي في المجموع (٢/ ١٠٢): "حديث ابن عمر: ضعيف، رواه أبو داود والترمذي وضعفاه".

وضعفه أيضًا: عبد الحق الإشبيلي، والصدر المناوي، والعقيلي وسيأتي كلامه [الأحكام الوسطى (١/ ١٣١)، فيض القدير (٥/ ٩٢)].

وبذا يظهر اتفاق الأئمة على تضعيف هذا الحديث.

ومع ذلك فقد صححه الألباني في الصحيحة (١٠٧١).

وأما ما نقله عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى (١/ ٣٦١)، قال: "وقال أبو بكر البزار: سمع الأعمش من أنس؛ فلا ينكر ما أرسل عنه"، فهو مخالف لإجماع الأئمة المتقدمين عليه، وتقدم نقل كلامهم، وممن قال أيضًا بأن الأعمش لم يسمع من أنس: علي بن المديني، ويحيى بن معين [انظر: جامع التحصيل (٢٥٨)، تحفة التحصيل (١٣٥)].

• وله أسانيد أخرى، ولا يصح منها شيء، منها:

١ - ما يرويه الحسين بن عبيد الله العجلي: ثنا شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد الحاجة تنحى، ولا يرفع ثيابه حتى يدنو من الأرض.

أخرجه العقيلي (١/ ٢٥٢)، والطبراني في الأوسط (٥/ ٢١٣/ ٥١١٨)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٢٦٤).

قال العقيلي: "فلا يتابع هذا الشيخ على هذا الحديث، ولا يعرف من حديث ابن عقيل، ولا من حديث جابر، وإنما يروى هذا من معلول حديث الأعمش: مرسل، رواه عبد السلام بن حرب الملائي، وسعيد بن مسلمة، ومحمد بن ربيعة، عن الأعمش، عن أنس، ورواه وكيع، وأبو يحيى الحماني، عن الأعمش، عن ابن عمر، وقد قال بعضهم: عن وكيع، عن الأعمش، عن رجل، عن ابن عمر، ولا يصح".

وقال أيضًا في أول كلامه [في نسخة حمدى السلفي (١/ ٢٧١)]: "ليس هذا الحديث بمحفوظ من حديث شريك".

وقال الطبراني: "لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به: الحسين بن عبيد الله العجلي".

وقال ابن عدي: "وهذا الحديث أيضًا بهذا الإسناد: باطل، والحسين بن عبيد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>