السجدة الأخيرة قام كما هو، فلما انصرف ذكرت ذلك له، فقال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنَّه رأى عبد الله بن مسعود يقوم على صدور قدميه.
قال الأعمش: فحدثت بهذا الحديث إبراهيم النخعي، فقال إبراهيم: حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنَّه رأى عبد الله بن مسعود يفعل ذلك.
فحدثت به خيثمة بن عبد الرحمن، فقال: رأيت عبد الله بن عمر يقوم على صدور قدميه.
فحدثت به محمَّد بن عبد الله الثقفي، فقال: رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقوم على صدور قدميه.
فحدثت به عطية العوفي، فقال: رأيت ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبا سعيد الخدري - رضي الله عنهم - يقومون على صدور أقدامهم.
أخرجه ابن المنذر (٣/ ١٩٦/ ١٤٩٩)، والبيهقيُّ (٢/ ١٢٥).
• وممن رواه عن الأعمش عن خيثمة به: أبو معاوية.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٤٦/ ٣٩٨٠).
• وممن رواه عن الأعمش عن الثقفي به: حفص بن غياث.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٤٦/ ٣٩٨١)، والدولابي في الكنى (٢/ ٧٩٥/ ١٣٨٠).
• وممن رواه عن الأعمش عن عطية به دون ذكر بعضهم: سفيان الثوري، وحفص بن غياث، وشريك بن عبد الله النخعي.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٧٩/ ٢٩٦٨)، وحرب الكرماني في مسائله (٢٠٧)، وابن المنذر (٣/ ١٩٥/ ١٤٩٥).
قلت: فهذه آثار صحيحة؛ عدا أثر عطية العوفي، فإن عطية بن سعد العوفي: ضعيف الحفظ [انظر: التهذيب (٣/ ١١٤)، الميزان (٣/ ٧٩)].
قال النوويّ في المجموع (٣/ ٤٠٨): "وأما حكاية عطية فمردودة لأنَّ عطية ضعيف".
هـ - وروى ابن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد، يقول: رمقت عبد الله بن مسعود في الصلاة فرأيته ينهض ولا يجلس، قال: ينهض على صدور قدميه في الركعة الأولى والثالثة.
أخرجه سفيان بن عيينة في جزء من حديثه (٢١ - رواية زكريا بن يحيى المروزي)، ومن طريقه: عبد الرزاق (٢/ ١٧٨/ ٢٩٦٦) [وقد تحرف عنده: ابن أبي لبابة؛ إلى: ابن أبي ليلى]، وابن المنذر (٣/ ١٩٥/ ١٤٩٤)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٦٦/ ٩٣٢٧)، والبيهقيُّ (٢/ ١٢٥).
موقوف بإسناد صحيح، ورجاله رجال الشيخين.
قال البيهقي في السنن (٢/ ١٢٦): "هو عن ابن مسعود صحيح، ومتابعة السُّنَّة أولى، وابن عمر قد بيَّن في رواية المغيرة بن حكيم عنه أنَّه ليس من سُنَّة الصلاة، وإنما فعل ذلك من أجل أنَّه يشتكي، وعطية العوفي: لا يحتج به".