• ومما فاتني ذكره:
ما رواه سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قال القارئ: سمع الله لمن حمده؛ فقال من خلفه: اللَّهُمَّ ربنا ولك الحمد، فوافق قولُه ذلك قولَ أهل السماء: اللَّهُمَّ ربنا لك الحمد، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه".
أخرجه مسلم (٤٠٩)، وأبو عوانة (١/ ٤٥٦/ ١٦٨٩ و ١٦٩٠)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٣٢/ ٩٠٧)، والنسائيُّ في الكبرى (٩/ ٢٠٤/ ١٢٧٧١ - تحفة الأشراف)، وابن حبَّان (٥/ ٢٣٥/ ١٩٠٩)، وأحمد (٢/ ٤١٧)، والطبراني في الدعاء (٥٧٧).
• وأما حديث حذيفة:
الذي يرويه شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة رجل من الأنصار [هو: طلحة بن يزيد]، عن رجل من بني عبس [شعبة يرى أنَّه صلة بن زفر]، عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -؛ أنَّه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل،. . . والشاهد منه قوله: ثمَّ رفع رأسه، فكان قيامه نحوًا من ركوعه، وكان يقول: "لربي الحمد، لربي الحمد".
فهو حديث حسن؛ سبق تخريجه في الذكر والدعاء تحت الحديث رقم (٨٢)، ويأتي في السنن برقم (٨٧٤)، ويأتي ذكره أيضًا في الباب الآتي.
وهذه الرواية يمكن تفسيرها بما رواه جرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، عن الأعمش، عن سعد بن عُبَيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زُفَر، عن حذيفة، قال: صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فاستفتح سورة البقرة،. . . فذكر الحديث بطوله، وفيه: ثمَّ رفع رأسه، فقال: "سمع الله لمن حمده، اللَّهُمَّ ربنا لك الحمد"، فأطال القيام،. . .
أخرجه مسلم (٧٧٢)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (٢/ ٣٦٩/ ١٧٦٤)، والنسائيُّ (٢/ ٢٢٤/ ١١٣٣)، وابن خزيمة (٦٨٤)، وابن حبَّان (٦/ ٣٤٤/ ٢٦٠٩)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (٣١٢).
وراجع تخريجه في الذكر والدعاء برقم (٨٣) [ويصحح إسناده هناك]، ويأتي في السنن برقم (٨٧١).
وبالجمع بين الروايتين يتبين أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لربي الحمد، لربي الحمد"، إنما كان بعد الذكر المعهود: "سمع الله لمن حمده، اللَّهُمَّ ربنا لك الحمد"، والله أعلم.
***
٨٤٩ - قال أبو داود: حدثنا بشر بن عمار: حدثنا أسباطٌ، عن مُطرِّف، عن عامر، قال: لا يقول القوم خلف الإمام: سمع الله لمن حمده، ولكن يقولون: ربنا لك الحمد.
• مقطوع على عامر الشعبي بإسناد صحيح.
أخرجه من طريق أبي داود: الخطيب في تالي تلخيص المتشابه (٢/ ٥٢٠).