للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلةٍ من فراشي، فقلت: قام إلى جاريته مارية، فقمت أتحسس الجُدُر، وليس لنا كمصابيحكم هذه، فإذا هو ساجدٌ، فوضعت يدي على صدر قدميه، وهو يقول في سجوده: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".

أخرجه الطحاوي (١/ ٢٣٤)، والدارقطني (١/ ١٤٤)، والبيهقي في الخلافيات (٢/ ٢١٢/ ٥٠٠).

وهذا حديث منكر؛ وقد تلوَّن فيه الفرج، فرواه مرة أخرى بهذا الإسناد لكن بلفظ مختلف، وفي القصة مغايرة [كما عند الطبراني في الصغير (٤٧٦) وفرج بن فضالة: ضعيف، يروي عن يحيى بن سعيد عن عمرة: أحاديث منكرة، وهذا منها [انظر: التهذيب (٣/ ٣٨٢)، الميزان (٣/ ٣٤٤)].

قال الدارقطني: "الفرج بن فضالة: ضعيف، خالفه يزيد بن هارون ووهيب وغيرهما، رووه عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عائشة مرسلًا".

وقال في العلل (١٤/ ٤١٣ / ٣٧٥٨): "وخالفه أصحاب يحيى الحفاظ عنه، منهم: مالك بن أنس، الليث بن سعد، وحماد بن سلمة، وجرير بن عبد الحميد، وعباد بن العوام، وحماد بن زيد، وأبو خالد الأحمر، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد الوهاب الثقفي، وعلي بن مسهر، والقاسم بن معن، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير:

رووه عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عائشة.

ومنهم من قال: إن عائشة قالت.

ومحمد بن إبراهيم: لم يسمع من عائشة، وقول فرج بن فضالة وهمٌ، ومحمد بن إبراهيم هو الصواب، والحديث مرسل" [وانظر: المراسيل (٦٩١)، تحفة التحصيل (٢٧٣)].

قلت: وتابعهم أيضًا جعفر بن عون، فيكون عدد من خالف فيه الفرج بن فضالة من الثقات: ستة عشر رجلًا، وقد رواه من طريق هؤلاء إجمالًا:

مالك في الموطأ (١/ ٢٩٤/ ٥٧١)، والترمذي (٣٤٩٣)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام" (٢/ ١٤٠/ ٢٦٤)، والنسائي في المجتبى (٢/ ٢٢٢/ ١١٣٠)، وفي الكبرى (١/ ٣٦٠/ ٧١٩)، وعبد الرزاق (٢/ ١٥٧/ ٢٨٨٣)، وإسحاق بن راهويه (٢/ ٥٨٠/ ١١٥٦)، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (٣٦٧)، والطحاوي (١/ ٢٣٤)، والجوهري في مسند الموطأ (٨١٥)، والبيهقي في الخلافيات (٢/ ٢١١/ ٤٩٩)، والبغوي في شرحٍ السُّنَّة (٥/ ١٦٦ / ١٣٦٦).

وانظر أيضًا: مصنف عبد الرزاق (٢٨٨٢).

قال الترمذي: "حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن عائشة"، وفي بعض النسخ: "حسن صحيح".

قال ابن حجر في الإتحاف (١٧/ ٥١٩/ ٢٢٧٢١): "فكأنه صححه لطرقه".

<<  <  ج: ص:  >  >>