الكمال والتمام، والنبي - صلى الله عليه وسلم - إن صح عنه الخبر- أراد بقوله:"فلا تعدُّوها شيئًا"؛ أي: لا تعدُّوها سجدةً تجزئ من فرض الصلاة، لم يُرِد: لا تعدُّوها شيئًا لا فرضًا ولا تطوعًا".
وقال ابن عدي بعد أن أورد هذا الحديث في ترجمة يحيى بن أبي سليمان: "وليحيى بن أبي سليمان غير ما ذكرت، وهو ممن تكتب أحاديثه، وإن كان بعضها غير محفوظ".
لكن قال الحاكم في الموضع الأول: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ويحيى بن أبي سليمان: من ثقات المصريين".
وقال في الموضع الثاني: "هذا حديث صحيح، قد احتج الشيخان برواته عن آخرهم، غير يحيى بن أبي سليمان، وهو شيخ من أهل المدينة، سكن مصر، ولم يُذكر بجرح".
فتعقبه ابن حجر في الإتحاف (١٤/ ٦٤٠/ ١٨٣٨٩) بقوله: "قد قال البخاري: إنه منكر الحديث، وهذا كافٍ في جرحه من مثل البخاري".
وقال البيهقي في السنن: "تفرد به: يحيى بن أبي سليمان المديني، وقد روي بإسناد آخر أضعف من ذلك عن أبي هريرة".
وقال في المعرفة: "تفرد به: يحيى بن أبي سليمان هذا، وليس بالقوي".
وقال عبد الحق في الأحكام الكبرى (٢/ ١٥٤)، وبنحوه في الوسطى (١/ ٣٤٠): "يحيى بن أبي سليمان هذا: مضطرب الحديث".
وذكره النووي في فصل الضعيف من الخلاصة (٢٣٢٤)، وضعفه بيحيى.
وقال ابن رجب في الفتح (٣/ ٢٥٠): "وفي إسناده من ضُعِّف".
• قلت: يحيى بن أبي سليمان المدني: قال فيه البخاري: "منكر الحديث"، وروى له حديثًا آخر في الأدب المفرد (١٢٧٩) بإسناد رجاله كلهم ثقات مشهورون؛ غير يحيى هذا، ثم أتبعه بقوله: "في إسناده نظر"، وروى له الترمذي حديثًا ثالثًا في موضعين، بإسناد رجاله كلهم ثقات مشهورون؛ غير يحيى هذا، ثم قال في الموضع الأول (٢٤٢٩)(٤/ ٤٢٧/ ٢٥٩٨ - طـ الرسالة): "هذا حديث حسن غريب"، وقال في الموضع الثاني (٣٣٥٣)(٥/ ٥٤٢/ ٣٦٤٧ - طـ الرسالة)(٢٢٨/ ب- نسخة الكروخي)(٩/ ٣١٣/ ١٣٠٧٦ - تحفة الأشراف): "هذا حديث حسن صحيح غريب"، وفي التحفة: "حسن غريب صحيح"، وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي، مضطرب الحديث، يكتب حديثه"، وسأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث رابع رجاله كلهم ثقات مشاهير؛ غير يحيى هذا، فقال: "هذا حديث منكر بهذا الإسناد"، وليس فيه من يحمل تبعته غير يحيى هذا، وقد أخطأ في إسناده ومتنه، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن عدي: "وهو ممن تكتب أحاديثه، وإن كان بعضها غير محفوظ"، وقال البيهقي: "ليس بالقوي"، وقال ابن خزيمة: "في القلب من هذا الإسناد؛ فإني كنت لا أعرف يحيى بن أبي سليمان بعدالة ولا جرح"، وأما ذكر ابن حبان له في