وقد أشار ابن ماجه إلى هذا الوهم.
تنبيه آخر: وقع عند بعضهم زيادة، أو عبارة في السند توهم كون الحديث من رواية أقرم الخزاعي، وليس كذلك، كمثل ما وقع في مصنف عبد الرزاق: "داود بن قيس، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن أقرم، يحدث عن أبيه، قال: حدثني أبي"، وإنما الجملة الأخيرة تفسير لما قبلها، فكأن داود بن قيس قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن أقرم يحدث عن أبيه عبد الله بن أقرم، قال عبيد الله: حدثني أبي ... فسرد القصة، والله أعلم.
• قال الترمذي: "حديث عبد الله بن أقرم: حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس، ولا نعرف لعبد الله بن أقرم الخزاعي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، على ما أصلته في تفرد الابن بالرواية عن أبيه".
وهذا الحديث مما ألزم به الدارقطنيُّ الشيخين إخراجَه في الصحيح [الإلزامات (٩٦)]، وكان قال في مقدمته بأن هذه الأحاديث رويت من وجوه صحاح لا مطعن في ناقليها [الإلزامات (٩٦)، بيان الوهم (٥/ ٥١٥)].
قلت: هو حديث صحيح، إسناده مدني صحيح.
والعُفرة: البياض، وليس بالبياض الناصع الشديد، ولكنه لون الأرض، وعفر الأرض: وجهها [كما في غريب الحديث وغيره].
٨ - حديث أبي سعيد الخدري:
يرويه ابن لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، قال: سمعت أبا الهيثم، يقول: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: رأيت بياض كشح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد، وفي رواية: كأني أنظر إلى بياض كشحَي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد.
أخرجه أحمد (٥/ ١٣) (٥/ ٢٣١٠/ ١١٢٨٢ و ١١٢٨٣ - ط المكنز)، وابن سعد في الطبقات (١/ ٤٢١)، والطحاوي (١/ ٢٣١).
• هكذا قال ابن لهيعة [وهو: ضعيف]، فسلك فيه الجادة، وخالفه:
سعيد بن الحكم بن أبي مريم [ثقة ثبت]، قال: أخبرني نافع بن يزيد [الكلاعي المصري: ثقة]، قال: أخبرني خالد بن يزيد [الجمحي المصري: ثقة]، عن عبيد الله بن المغيرة [ابن معيقيب السبئي المصري: ثقة]، عن أبي الهيثم [سليمان بن عمرو العتواري المصري: ثقة]، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: ... فذكره مثله.
أخرجه الطحاوي (١/ ٢٣١).
وهذا إسناد مصري، رجاله ثقات.
والكَشْحُ: ما بين الخاصرة إلى الضِّلَعِ الخَلْفِ، وهو من لَدُن السُّرَّة إلى المَتْن، وهما كَشْحان، وهو موقع السيف من المُتَقَلِّد [تهذيب اللغة (٤/ ٥٤)].
٩ - حديث عائشة:
يرويه حارثة بن أبي الرِّجال، عن عمرة، قالت: سألت عائشة: كيف كانت صلاة