ورواه عن عبد الله بن أحمد عن سعيد بن أبي الربيع السمان به: الطبراني في الدعاء (١٨٤٨).
وفيه:"يحسن فيها الركوع والسجود"، بدل:"يحسن فيهما الذكر والخشوع".
• ورواه أبو كامل الفضيل بن الحسين [الجحدري: ثقة حافظ]، وخالد بن خداش [صدوق]، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي [ثقة حافظ متقن]، وعبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد [ثقة]:
نا صدقة بن أبي سهل [أبو سهل الهنائي]: حدثني كثير [أبو الفضل] الطفاوي، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: أتيت أبا الدرداء - رضي الله عنه - في مرضه الذي مات فيه [وهو بالشام]، فقال لي: ما أعملك، ومن عناك إلينا؟ فقلت: ما أعملني ولا عناني إلا صلةُ ما كان بينك وبين والدي عبد الله بن سلام، قال: افتحوا الباب، فدخل الناس عليه، فقال: خذ بيدي فأقعِدني، فأخذت بيده فأقعدته، فقال: ليس ساعة الكذب هذه، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين -أو: أربع ركعات-، مكتوبة أو غير مكتوبة، يحسن فيها الركوع والسجود، ثم استغفر الله عز وجل، غفر الله تعالى له". واللفظ لأبي كامل عدا ما بين الأقواس.
ولفظ خالد:"ما من مسلم يدنب ذنبًا فيتوضأ، ثم يصلي ركعتين -أو: أربعًا- مفروضة أو غير مفروضة، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له".
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٨٣/ ٢٠٤٠)، وأبو يعلى في مسنده الكبير (٤/ ٣٥٠/ ٥٧٢ - مطالب)، والطبراني في الأوسط (٥/ ١٨٦/ ٥٠٢٦)، وفي الدعاء (١٨٤٨).
قال الطبراني:"لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرادء إلا بهذا الإسناد، تفرد به: صدقة بن أبي سهل".
قلت: رواية الجماعة هي المحفوظة، وقد وهم أحمد بن عبد الملك الحراني في لفظه، كما وهم في اسم شيخه: صدقة بن أبي سهل، فقلبه، وعليه: فإن لفظة: "يحسن فيهما الذكر والخشوع": شاذة، كما تفرد فيه أيضًا: خالد بن خداش بلفظة: "ما من مسلم يذنب ذنبًا فيتوضأ"، ولم يتابع عليها.
قال ابن حجر في التعجيل (٨٩٩): "كثير بن الفضل الطفاوي: ... وقع فيه تصحيف، نشأ عنه هذا الغلط، والصواب: كثير أبو الفضل، فالفضل كنيته، لا اسم أبيه، وأما أبوه فاسمه يسار"، ثم ذكر في ترجمة كثير بن يسار (٩٠٣): أنه قد روى عنه جماعة من الثقات، وأثنى عليه سعيد بن عامر خيرًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان الفاسي:"وحاله غير معروفة، وإن كان قد روى عنه جماعة"، فتعقبه ابن حجر بقوله في التعجيل:"وكأنه لم يقف على كلام البخاري"، وقال في لسان الميزان بعد أن عدد من روى عنه: "فهؤلاء عشرة أنفس رووا عنه، مع ثناء سعيد بن عامر؛ فكيف لا يكون