للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال أُبي: أنا يا رسول الله، [تركت آية كذا وكذا]، فقال: "قد علمتُ أنه إن كان أحد أخدها عليَّ فأنت [هو] ".

أخرجه البخاري في القراءة خلف الإِمام (١٨٩)، وأحمد (٥/ ١٤٢)، وابنه عبد الله في زياداته على المسند (٥/ ١٤٢)، وعبد بن حميد (١٧٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٧/ ٣٢٥)، والضياء في المختارة (٣/ ٣٤٠ و ٣٤١/ ١١٣٤ - ١١٣٧).

رواه عن حماد بن سلمة به هكذا: عبد الرحمن بن مهدي، وسليمان بن حرب، وأبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي، وإبراهيم بن الحجاج السامي [وهم ثقات، أكثرهم حفاظ متقنون].

• خالفهم: بشر بن السري [ثقة متقن]، وعفان بن مسلم [ثقة ثبت]:

فروياه عن حماد بن سلمة: حدثنا ثابت، عن الجارود، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بالناس ذات يوم فترك آيةً، ... فذكراه بنحوه حديث الجماعة، لكنهما أرسلاه، فلم يذكرا أبيًا.

أخرجه ابن أبي عمر العدني (٢/ ٢١٧ - ٢١٨/ ١٥٤٥ - إتحاف الخيرة)، وابن أبي شيبة في مسنده (٢/ ٢١٨/ ١٥٤٦ - إتحاف الخيرة).

والذي يظهر لي: أن هذا الاختلاف من حماد بن سلمة نفسه، وقد قصر فيه أحيانًا بإسقاط أبيٍّ من إسناده، والوجه الأول: هو المحفوظ؛ إذ فيه زيادة أتى بها جماعة من الحفاظ المتقنين.

وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع بين الجارود وأبي بن كعب، فإن بين وفاتيهما ما يقرب من مائة سنة، لذا لما سئل ابن معين عن هذا الحديث، قال: "مرسل"؛ يعني: بين الجارود وأبي، وقال ابن خلفون عن الجارود: "روى عن أبي وطلحة، ولم يسمع عندي منهما". [التهذيب (١/ ٢٨٦)].

وهو شاهد بالمعنى لحديث عبد الرحمن بن أبزى، والله أعلم.

٢ - حديث بريدة بن الحصيب:

يرويه عمرو بن علي [هو أبو حفص الفلاس: إمام حافظ، ثقة حجة]، يقول: سمعت يحيى بن كثير، يقول: حدثنا الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه - رضي الله عنه -، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بأصحابه، فلما انصرف قال: "كيف رأيتم صلاتي؟ " قالوا: ما أحسن ما صليت، قال: "قد نسيت آيةَ كذا، إنَّ مِن حُسن صلاةِ المرء أن يحفظَ قراءةَ الإمام".

قال عمرو بن علي: فلم أحدِّث به، ولم أحدَّث به [إلا] عن هذا الرجل، ولم أكتبه [أو يكون قال: "فلم أحدِّث به عن هذا الرجل، ولم أكتبه"].

أخرجه البزار (١٠/ ٢٨٢/ ٤٣٩٠)، وعنه: أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (٣/ ٣٨٨).

قال البزار: "وأنا فلم أكتبه؛ إنما حفظته عن عمرو بن علي، ولا نعلم يُروى هذا الكلام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه".

<<  <  ج: ص:  >  >>