للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السادس: أن الدارقطني لم يتتبع البخاري ومسلمًا على هذا الحديث في كتابه التتبع، مما يدل على أنه رأى صحة ما ذهب إليه الشيخان، فسكت عنه، والله أعلم.

• وقد رواه الحكم بن عتيبة واختلف عليه:

١ - فرواه شعبة عنه، واختلف عليه:

أ- فرواه موصولًا: أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر [صدوق، ليس بذاك الحافظ]، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، علقمة، عن عبد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن في الصلاة شغلًا".

أخرجه النسائي في الكبرى (١/ ٢٩٠/ ٥٤٣)، وفي الرابع من الإغراب (١٢٧)، والبزار (٤/ ٣٠٧/ ١٤٨٧)، والطبراني في الكبير (١٠/ ١١١/ ١٠١٢٧)، وابن المظفر في غرائب شعبة (٦٦)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٢٧/ ٣٧٩٩ - أطرافه)، والقضاعي في مسند الشهاب (١١٥٨).

قال النسائي في الإغراب: "هذا غير محفوظ"، وقال في السنن: "خالفه بشر بن المفضل"؛ يعني: فأرسله.

وقال البزار: "وهذا الحديث قد رواه غير أبي خالد، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن عبد الله".

وقال الدارقطني: "تفرد به: أبو خالد الأحمر، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم".

وقال أبو الفضل ابن عمار الشهيد في علل أحاديث مسلم (١٤): "ورواه الحكم بن عتيبة أيضًا عن إبراهيم عن عبد الله مرسلًا أيضًا؛ إلا ما رواه أبو خالد الأحمر عن شعبة موصولًا؛ فإنه وهم فيه أبو خالد".

ب- وخالفه فارسله: بشر بن المفضل [ثقة ثبت]، ومحمد بن جعفر [غندر: أثبت الناس في شعبة، وأطولهم له صحبة]:

قالا: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، في الرجل يسلَّم عليه وهو يصلي، قال: "إن في الصلاة شغلًا".

أخرجه النسائي في الكبرى (١/ ٢٩٠/ ٥٤٤)، والبزار (٤/ ٣٠٨/ ١٤٨٨).

وهذا هو المحفوظ عن شعبة؛ أخطأ أبو خالد بوصله.

وهكذا رواه النسائي في السنن الكبرى مرسلًا، إلا أن صنيع المزي في التحفة (٦/ ٣٦٣/ ٩٤١٢ - ط. الغرب) يشير إلى اتصاله بذكر علقمة فيه، وهو خطأ، والصواب ما في السنن.

ودليل ذلك أن النسائي لما أخرج رواية أبي خالد الأحمر الموصولة في السنن أتبعها بقوله: "خالفه بشر بن المفضل"؛ يعني: فأرسله.

ولما أخرجها في الإغراب، أتبعها بقوله: "هذا غير محفوظ"؛ يعني: أنه لم يتابع عليه، وجزم بتفرد أبي خالد به: البزار وابن عمار والدارقطني، بل إنه قد خولف فيه،

<<  <  ج: ص:  >  >>