قال: قلت: إن منا رجالًا يأتون الكهان، قال:"فلا تأتوهم". قال: فهذا حديث.
قال: وكانت لي غنم فيها جارية لي ترعاها في قبل أحد والجوَّانية، فاطَّلعت عليها ذات يوم، فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة، فأسفت، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون، فصككتها صكةً، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إنها كانت لي غنم، وكانت لي فيها جارية ترعاها في قبل أحد والجوَّانية، وإني اطَّلعت عليها ذات يوم، فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة، فأسفت، وأنا رجل من بني آدم آسف مثل ما يأسفون، وإني صككتها صكةً، قال: فعظَّم ذلك عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قلت: يا رسول الله! أفلا أعتقها؟ قال:"ادعُها"، فدعوتها، فقال لها:"أين الله؟ "، قالت: الله في السماء، قال:"من أنا؟ "، قالت: أنت رسول الله، قال:"إنها مؤمنة فأعتقها". قال: هذان حديثان.
قال: وصليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فعطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكل أُمِّياه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ قال: فضربوا بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمِّتوني سكتُّ، حتى صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاني، قال: فبأبي وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسنَ تعليمًا منه، فما ضربني ولا كهرني ولا سبني، وقال:"إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس هذا، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن"، أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هذه ثلاثة أحاديث حدثنيها.
أخرجه أبو عوانة (١٣/ ٣٢٣/ ١٦٧٨٧ - إتحاف)، وأحمد (٥/ ٤٤٨)(١٠/ ٥٦٧٣/ ٢٤٢٦٣ - ط. المكنز)، واللفظ له.
وهو حديث صحيح.
٣ - أبان بن يزيد العطار، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير: حدثنا هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي، حدث بهذا الحديث بنحوه، فزاد فيه: وقال: "إنما هي التسبيح والتكبير والتحميد وقراءة القرآن"، أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (٧٥)، وأبو عوانة (١/ ٤٦٥/ ١٧٢٧) و (١٣/ ٣٢٣/ ١٦٧٨٧ - إتحاف)، وأحمد (٥/ ٤٤٨)(١٠/ ٥٦٧٥/ ٢٤٢٦٦ - ط. المكنز)، واللفظ له. والطيالسي (٢/ ٢٤٧/ ١٢٠١) مطولًا. وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٥٤٥ و ٥٤٦/ ٢٢٣٨ و ٢٢٣٩ - السفر الثاني)، وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية (٦٠)، وفي نقضه على المريسي (١٢٢)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣/ ٨٢/ ١٣٩٨)، وفي السنة (٤٨٩)، وابن الضريس في فضائل القرآن (١١)، وابن قانع في المعجم (٣/ ٧٣)، والطبراني في الكبير (١٩/ ٣٩٩ و ٤٠٠ و ٤٠١/ ٩٣٩ و ٩٤٢ و ٩٤٦)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (١/ ٤١٥/ ١٥١)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (٢/ ٤٣٤/ ٦٥٢)، والبيهقي في السنن (٢/ ٢٥٠)، وفي الأسماء والصفات (٩٩٠)، وفي القراءة خلف الإمام (٢٩٠).