للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والواحدي في تفسيره الوسيط (١/ ٧١)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ٦١/ ٥٨٩)، وقال: "هذا حديث صحيح". وفي التفسير (١/ ٤٢).

من أصحاب معمر من أفرد سعيدًا، ومنهم من قرنه بأبي سلمة، وقد وهَّم الدارقطني معمرًا لتفرده عن الزهري بقوده في صدر الحديث: "إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فقولوا: آمين"، فقال: "وذلك وهمٌ من معمر، والمحفوظ عن الزهري: "إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا" [العلل (٨/ ٨٧/ ١٤٢٢)].

• وقد روى عبد الرزاق في مصنفه (٢/ ٩٥/ ٢٦٣٢)، عن معمر، عن الزهري، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: "آمين"، حتى يسمع من يليه. هكذا مرسلًا، متابعًا في ذلك مالكًا ويونس بن يزيد.

• ورواه الأوزاعي عن الزهري، واختلف عليه:

أ- فرواه عمرو بن عثمان [هو: ابن سعيد بن كثير الحمصي، وهو: ثقة]، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، أبي سلمة، عن أبي هريرة به مرفوعًا.

أخرجه النسائي في الملائكة (١٠/ ٤١٧/ ١١٨٩٨) (١٥٢٠٩ - التحفة).

قال النسائي: "الأوزاعي لم يسمعه من الزهري".

• قلت: تابع الوليد بن مسلم على هذا الوجه:

محمد بن كثير [ابن أبي عطاء الثقفي الصنعاني: صاحب الأوزاعي إلا أنه لم يكن يفهم الحديث، وهو صدوق كثير الغلط. تقدمت ترجمته تحت الحديث رقم (٢٣٦)]، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أمَّن القارئ فأمِّنوا، فمن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه".

أخرجه أبو جعفر ابن البختري في الحادي عشر من حديثه (١٥) (٥١١ - مجموع مصنفاته).

ب- ورواه الوليد بن مزيد البيروتي [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الأوزاعي]، وعمرو بن أبي سلمة [التنيسي الدمشقي: صدوق؛ إذا روى عن غير زهير بن محمد التميمي، وقد صرح فيه بالسماع من الأوزاعي]:

كلاهما عن الأوزاعي: حدثني قرة بن عبد الرحمن [بن حيوئيل]، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا، فمن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه".

أخرجه النسائي في الملائكة (١٠/ ٤١٧/ ١١٨٩٩) (١٥٢٣٦ - التحفة)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٤١٨)، والدارقطني في العلل (٨/ ٩٢/ ١٤٢٢)، وأبو طاهر المخلص في السابع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٣٩) (١٤٧٠ - المخلصيات).

فظهر بذلك أن الأوزاعي لم يسمعه من الزهري، إنما سمعه من قرة عن الزهري، وقرة: ليس بقوي؛ روى أحاديث مناكير [انظر: التهذيب (٣/ ٤٣٨)].

<<  <  ج: ص:  >  >>