مسلم]، مما يدل على أن البزار يراهما واحدًا، وهو الأقرب، قال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٥/ ٣٢٠): "فدل على أنه عنده: المري، وليس بمجهول كما زعم ابن أبي داود، فإن المري الذي يروي حديث النهي عن الشرب قائمًا والاستقاء لمن نسي، هو بلا شك أبو غطفان بن طريف، ... ، فإذًا مذهب البزار في راوي حديث الباب: أنه أبو غطفان بن طريف المري"، كذلك فإن السراج لما أخرج له هذا الحديث بدون الزيادة، قال:"وروى عن أبي غطفان: عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر"؛ يعني: حديث النهي عن الشرب قائمًا [الذي أخرجه مسلم]، وهذا يدل على أنهما عنده واحد، كذلك فإن ابن أبي حاتم لما ترجم لأبي غطفان في الجرح والتعديل (٩/ ٤٢٢)، قال:"أبو غطفان بن طريف المري، ويقال: ابن مالك، روى عن أبي هريرة وابن عباس، روى عنه: داود بن حصين وقارظ بن شيبة، سمعت أبى يقول ذلك"، ثم ساق توثيق ابن معين له، ولم يفرد لأبي غطفان الذي روى عنه يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ترجمة مستقلة، مع العلم بأنه ذكر أبا غطفان في ترجمة يعقوب (٩/ ٢١١)، فيمن روى عنه يعقوب، وهذا يؤكد أن أبا حاتم وابنه كانا يريانهما واحدًا.
وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٥٦١): "أبو غطفان عن أبي هريرة: لا يدرى من هو، قال الدارقطني: مجهول [قلت: كذا قال، وإنما وصفه بالجهالة ابن أبي داود، كما سيأتي]، والظاهر أنه أبو غطفان بن طريف المري، وماذا بالمجهول؟ وثقه غير واحد"، وترجم لهما في تاريخ الإسلام (٥/ ٥٥٩) على أنهما واحد، وجمع بينهما أيضًا: المزي في التهذيب (٣٤/ ١٧٧)، وتبعه عليه: ابن حجر في تهذيبه (٤/ ٥٧١).
• وقد تابع يونس بن بكير عليه:
حفص بن عبد الرحمن [أبو عمر البلخي الفقيه، سكن نيسابور، وهو: صدوق. التهذيب (١/ ٤٥٢)]، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن أبي غطفان، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التسبيح للرجال في الصلاة، والتصفيق للنساء".
أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (٧٠٧)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٧٧١).
هكذا رواه عن حفص: محمد بن رافع [ثقة]، والحسن بن منصور [صدوق].
• ورواه محمد بن معاوية بن أعين النيسابوري [متروك، كذبه ابن معين والدارقطني وغيرهما. التهذيب (٣/ ٧٠٥)]: نا حفص به، لكن بالشق الثاني فقط، فقال:"من أشار في صلاته إشارة تُفهم عنه؛ فليُعِد صلاته".
أخرجه الدارقطني (٢/ ٨٣)، والجوزقاني في الأباطيل (٢/ ٤٤/ ٤١٣).
• وقد اتفق النقاد على تضعيف هذا الحديث ورده:
قال أبو داود:"هذا الحديث وهم".
وقال أبو زرعة: "ليس في شيء من الأحاديث هذا الكلام، وليس عندي بذاك