١ - روى الأشجعي [عبيد الله بن عبيد الرحمن: ثقة مأمون، أثبت الناس كتابًا في الثوري، وهو من أصحابه المقدمين فيه؛ وهو أثبت فيه من الفريابي وقبيصة وأصحابهما. التهذيب (٣/ ٢٠)، التقريب (٤٠٦)، شرح العلل (٢/ ٧٢٢)]، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله، قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقول إذا جلسنا في الركعتين:"التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته, السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
أخرجه الترمذي (٢٨٩)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(٢/ ١٦١/ ٢٧٥)، والنسائي في المجتبى (٢/ ٢٣٧/ ١١٦٢)، وفي الكبرى (١/ ٣٧٤/ ٧٥٢)، وأبو يعلى في المعجم (٣٣٢)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٧٢٦)، والدارقطني في العلل (٥/ ٣١٣/ ٩٠٤)، وأبو طاهر المخلص في الثامن من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٢٩)(١٨٠٥ - المخلصيات).
قال الترمذي:"حديث ابن مسعود قد روي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التشهد.
والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن بعدهم من التابعين، وهو قول سفيان الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق".
وهو كما قال الترمذي، وهذا حديث صحيح.
٢ - وروى أبو خيثمة زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، قال: أتيت الأسود بن يزيد، فقلت: إن أبا الأحوص زاد في خطبة الصلاة: المباركات؟ فقال: إيتِه، فقل له: إن الأسود ينهى عن ذلك، وإن عبد الله علمها علقمة كما يعلم الرجل السورة من القرآن:"التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
أخرجه الطيالسي (١/ ٣٠٣/٢٤٢)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٢٥٥٠)، والطحاوي في المشكل (٩/ ٤١٢/ ٣٨٠٢).
وهذا حديث صحيح.
فإن قيل: ألا يعارضه رواية جماعة الحفاظ المقدَّمين في أبي إسحاق، مثل: سفيان وشعبة وإسرائيل، وغيرهم ممن رواه عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص، فلم يذكروا فيه هذه اللفظة: المباركات؟ فيقال: لا يستبعد أن أبا الأحوص وقع منه ذلك وهمًا منه في أول الأمر، أو إنه كان يزيد هذه اللفظة في تشهده في الصلاة فأنكرها عليه أبو إسحاق، ثم لما راجعه أبو إسحاق بكلام الأسود ترك التحديث بهذه اللفظة، أو ترك ذكرها في صلاته، ورجع إلى لفظ الجماعة عن ابن مسعود، والله أعلم.
وزهير بن معاوية: ثقة ثبت، متقن، من كبار الحفاظ، إلا أن سماعه من أبي إسحاق