عمر - رضي الله عنهما - يأخذ بيدي ونحن نطوف بالبيت، فيعلمني التشهد: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، قال: كنا نقولها في حياته، -قال أبو بشر: يعني: في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما مات قلنا: السلام عليك أيها النبي [كذا, والصواب: السلام على النبي] ورحمة الله، قال: وزدت أنا: وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، قال: وزدت أنا: وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٢/ ٢٠٦/ ٣٤٣).
• تابع علي بن نصر على إسناده، وخالفه في متنه: خارجة بن مصعب [متروك، كان يدلس عن الكذابين، وفي الإسناد إليه جهالة]، فرواه عن شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، قال: كنت آخذًا بيد ابن عمر وهو يطوف بالبيت، وهو يعلمني التحية، فذكر ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام على النبي ورحمة الله"، قال: وكنا نقول هذا في حياته فلما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله، وزدت: وبركاته، "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله"، قال: وزدت وحده لا شريك له، "وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
أخرجه أبو بكر الشافعي في فوائده "الغيلانيات"(٢٤١)، وابن عدي في الكامل (٢/ ١٥١).
وهذا حديث منكر.
• وخالفهم: معاذ بن معاذ [ثقة متقن، قال أحمد:"إليه المنتهى في التثبت بالبصرة"، وهو أثبت من روى هذا الحديث عن شعبة]، فرواه عن شعبة به موقوفًا، لم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيه: عن مجاهد، قال: كنت أطوف مع ابن عمر - رضي الله عنهما - بالبيت، وهو يعلمني التشهد، يقول: التحيات لله ... فذكره مثله.
أخرجه الطحاوي (١/ ٢٦٤).
قال الطحاوي:"إلا أن قول ابن عمر - رضي الله عنهما - فيه: وزدت فيها، يدل أنه أخذ ذلك عن غيره".
وأخذها منه ابن حجر فقال في نتائج الأفكار (٢/ ١٨٥): "لكن قوله في الحديث: زدت فيها؛ يُشعر بأنه مرفوع"، ثم تعقب قول البخاري الآتي ذكره، ولم يذكر قول القطان وأحمد.
• قلت: علة هذا الحديث ليست في الاختلاف في رفعه ووقفه؛ وإن كان الرفع وهم ممن قاله، وإنما في مخالفة سيف بن سليمان في إسناده، وأن أبا بشر لم يسمعه من مجاهد:
قال الترمذي في العلل:"سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: روى شعبة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر، وروى سيف عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود، قال محمَّد: وهو المحفوظ عندي".