للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

برقم: (١٥٦٢ و ٢٥٦٠ و ٢٧١٦ و ٢٧٨٧)، والأول منها قد تقدم برقم (٤٥٦)، وقد احتج بها أبو داود.

وشيخ أبي داود فيها: محمَّد بن داود بن سفيان: روى عن عبد الرزاق، ويحيى بن حسان التنيسي، وروى عنه أبو داود فقط [فيما وقفت عليه من ترجمته]، ولم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا؛ إلا رواية أبي داود عنه فإنها ترفعه.

ونقله عن أبي داود هكذا: عبد الحق في الأحكام الكبرى (٢/ ٢٨٥)، وابن الأثير في جامع الأصول (٥/ ٤١١)، والمنذري في مختصره (١/ ٢٨٠/ ٩٣٦)، وغيرهم.

لكن يشكل على ذلك، ما قال العيني في عمدة القاري (٦/ ١١٤): "وأما حديث سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه: فأخرجه أبو داود، ولفظه: "قولوا: التحيات لله الطيبات والصلوات والملك لله، ثم سلموا على النبي، وسلموا على أقاربكم، وعلى أنفسكم"، فلعله نقل لفظه من معجم الطبراني.

• توبع ابن سفيان هذا على إسناده، وخولف في متنه:

قال الطبراني في معجمه الكبير (٧/ ١٨/ ٧٠٢٥٠) (٤/ ٧٤/ أ): حدثنا عبدان بن أحمد [عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي: ثقة حافظ مكثر. تاريخ بغداد (٩/ ٣٧٨)، تاريخ دمشق (٢٧/ ٥١)، السير (١٤/ ١٦٨)]: ثنا دحيم: ثنا يحيى بن حسان به، إلا أنه زاد فقال: "الصلوات والسلام والملك لله وقال في آخره خلافًا لرواية أبي داود: "ثم سلِّموا على النبيين، ثم سلِّموا على أقاربكم، وعلى أنفسكم".

وهذا إسناد صحيح إلى يحيى بن حسان التنيسي، وهو: ثقة.

هكذا رواه دحيم، عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الدمشقي، وهو: ثقة حافظ متقن، أحد أئمة الشام وعلمائهم، فروايته أشبه بالصواب من جهتين:

الأولى: أنه أحفظ وأضبط من ابن سفيان، بل لا مقارنة بين إمام حافظ متقن حجة، وبين رجل ليس بالمشهور، ولم يوثقه أحد، فهو أشبه بالمجاهيل.

الثانية: أن سياق دحيم هو المتناسب مع السياق المعروف للتشهد، فإنه ذكر فيه أول التشهد: "التحيات الطيبات الصلوات والسلام والملك لله"، ثم حكى بقيته، فإن قوله: "ثم سلِّموا على النبيين"، يقابل قوله - صلى الله عليه وسلم - في التشهد: "السلام عليك أيها النبي وقوله: "ثم سلِّموا على أقاربكم، وعلى أنفسكم"، يقابل قوله - صلى الله عليه وسلم - في التشهد: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".

وأما سياق ابن سفيان، فإن يقصر التشهد على قوله فقط: "التحيات الطيبات، والصلوات والملك لله"، هكذا انتهى سياق التشهد عنده، ثم شرع في بيان التسليم من الصلاة، ولا شك أن الأول أولى بالصواب.

فهذا إذًا هو المحفوظ عن يحيى بن حسان التنيسي [وهو ثقة]، عن سليمان بن موسى أبي داود [وهو: صدوق، تقدمت ترجمته تحت الحديث رقم (٤٥٦)].

<<  <  ج: ص:  >  >>