للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه الطحاوي (١/ ٢٧١)، بإسناد صحيح إلى الأعمش.

وهذا إسناد كوفي صحيح غريب، عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي: كوفي ثقة، أخو الأسود بن يزيد، روى له الجماعة عن ابن مسعود، ومالك بن الحارث السلمي: ثقة، من رجال مسلم والبخاري في الأدب المفرد، ورواه عن الأعمش هنا: جرير بن عبد الحميد الضبي، وهو ثقة، من أصحاب الأعمش، والله أعلم.

قال يحيى بن معين: "هذا من أصح ما روي في هذا الباب".

• ورواه ابن جريج، قال: أخبرني عطاء؛ أن نافع بن عبد الحارث -وهو أمير مكة- كان إذا سلم التفت فيسلم عن يمينه، ثم يسلم عن شماله، فبلغت ابن مسعود، فقال: أنى أخذها ابن عبد الحارث.

قال ابن جريج: وبلغني أن ابن مسعود قال: أنى أخذها؛ فإني رأيت بياض وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كلا الشقين إذا سلم.

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٢٢٠/ ٣١٣٦).

وهذا مرسل؛ عطاء بن أبي رباح لم يدرك هذه الواقعة؛ لأنه لم يدرك ابن مسعود.

• وأخيرًا: فإن حديث ابن مسعود في هذا الباب: أخرج أصله مسلم من وجه آخر، وصححه: الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، والعقيلي، وابن عبد البر، والبغوي.

وقال أحمد في مسائل ابنه عبد الله (٢٩٥): "قد ثبت عندنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير وجه؛ أنه كان يسلم عن يمينه وعن يساره، حتى يرى بياض خده".

ونقل عنه ابن قدامة في المغني (١/ ٣٢٤): "التسليمتان أصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحديث ابن مسعود وغيره أذهب إليه".

وقال العقيلي: "والحديث في تسليمةٍ: أسانيدها لينة، والأحاديث الصحاح عن ابن مسعود وغيره في تسليمتين" [الضعفاء (٢/ ٥٨)].

وقال أيضًا: "والأسانيد صحاح ثابتة في حديث ابن مسعود في تسليمتين، ولا يصح في التسليمة شيء" [الضعفاء (١/ ١٩٥ - ط. الصميعي)].

وقال ابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٢٠٧): "وفي التسليمتين: حديث ابن مسعود ثابت صحيح".

وصححه أيضًا: النووي في الخلاصة (١٤٥٥)، وابن الملقن في البدر المنير (٤/ ٤٧)، وابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ٢٣٤).

• فإن قيل: قال أبو داود: "شعبةُ كان ينكر هذا الحديث -حديث أبي إسحاق- أن يكون مرفوعًا".

وقال عبد الله بن أحمد في العلل (١/ ٣١٠/ ٥٣٢): "حدثني أبي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، سمعته يقول: كان شعبة ينكر حديث أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن

<<  <  ج: ص:  >  >>