* قلت: هذا حديث ضعيف؛ ليث بن أبي سليم: ضعيف؛ لاختلاطه وعدم تميز حديثه، قال فيه أحمد وأبو حاتم وأبو زرعة والبزار: "مضطرب الحديث"، وهو هنا قد اضطرب في هذا الحديث اضطرابًا شديدًا في إسناده ومتنه، وحجاج بن عبيد؛ أو: ابن أبي عبد الله؛ أو: ابن يسار: مجهول [التهذيب (١/ ٣٥٩)]، وإبراهيم بن إسماعيل السلمي؛ أو: إسماعيل بن إبراهيم: مجهول أيضًا [التهذيب (١/ ٥٩)].
* وهذا الحديث علقه البخاري في الصحيح بعد أثر ابن عمر (٨٤٨) الآتي ذكره، بصيغة التمريض، وضعفه، فقال: "ويُذكر عن أبي هريرة رفعه: "لا يتطوع الإمام في مكانه"، ولم يصح".
قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٣٣٥) معلقًا على كلام البخاري: "وذلك لضعف إسناده، واضطرابه، تفرد به ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، واختلف عليه فيه، وقد ذكر البخاري الاختلاف فيه في تاريخه، وقال: لم يثبت هذا الحديث" [وانظر: فتح الباري لابن رجب (٥/ ٢٦٢)].
وقال في التغليق: "وليث بن أبي سليم: ضعيف الحفظ، وقد اختلف عليه في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا، وذكر البخاري بعض الاختلاف فيه، وعقَّبه بأن قال: لم يثبت هذا الحديث، والله أعلم، وقال في موضع آخر: إسماعيل بن إبراهيم أصح، وليث يضطرب فيه"، وقال في هدي الساري (١٩): "وليث بن أبي سليم: ضعيف، وشيخ شيخه: لا يعرف، وقد اختلف عليه فيه".
قلت: وحديث أبي هريرة هذا ليس فيه ذكر الإمام، كما قال ابن رجب في الفتح (٥/ ٢٦٢)، كما بيَّن علة الحديث بضعف الليث وجهالة رواته أيضًا.
وقال البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٣٤١): "ولم يثبت هذا الحديث".
وقال الدارقطني في العلل (٩/ ٧٤/ ١٦٥١): "ولا يصح الحديث، والاضطراب من ليث".
وقال البيهقي: "قال البخاري رحمه الله: إسماعيل بن إبراهيم أصح، والليث يضطرب فيه"، ثم قال البيهقي: "وهو ليث بن أبي سليم يتفرد به، والله تعالى أعلم".
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٩٣): "إبراهيم بن إسماعيل هذا: مجهول، وكذلك الحجاج بن عبيد، وإنما روى حديثه ليث؛ لا أيوب، وهو حديث لا يحتج بمثله.
ولكن قد روى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: إذا صلى أحدكم المكتوبة ثم أراد أن يصلي بعدها فليتقدم ولا يتكلم".
قال ابن عبد البر: "هذا حديث صحيح"؛ يعني: موقوفًا على ابن عباس، ثم قال: "قد خالف ابنُ عمر ابنَ عباس في هذا القول، ... ".
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ١٣): "رواه الليث بن أبي سليم عن حجاج بن عبيد: ضعيف عن مجهول".