ورواه أيضًا: علي بن المبارك [وهو غريب من حديثه].
كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن مالك بن بحينة، "أنه شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قام من الركعتين، ونسي أن يقعد، فمضى في قيامه، فسجد سجدتين، بعدما فرغ من صلاته". لفظ الدستوائي، ومثله لفظ علي؛ إلا أنه قال في آخره: "بعد ما سلم من صلاته".
أخرجه النسائي في الكبرى (١/ ٣١٣/ ٦٠٥)، والطحاوي (١/ ٤٣٨)، وابن قانع في المعجم (٢/ ٧٩)، والطبراني في الأوسط (٢/ ١٤٢/ ١٥١٣)، والخطيب في الموضح (٢/ ١٩٦).
رجاله ثقات، وهذه الرواية وهمٌ بذكر السجود بعد السلام، والمحفوظ من حديث ابن بحينة: السجود قبل السلام.
ولعل الوهم فيه من قِبَل إرسال يحيى بن أبي كثير؛ فإنه لم يسمع من الأعرج، قاله ابن معين، وقال أبو حاتم: "لا أُراه سمع منه" [المراسيل (٨٩٥)، التهذيب (٤/ ٣٨٤)، تحفة التحصيل (٣٤٦)].
٤ - وروى عبد العزيز بن أبي حازم [مدني، ثقة]:
عن الضحاك بن عثمان، عن الأعرج، عن عبد اللّه بن بحينة، أنه قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة من الصلوات، فقام من اثنتين فسُبِّح به، فمضى حتى فرغ من صلاته، ولم يبق إلا التسليم، فسجد سجدتين وهو جالس، قبل أن يسلم".
أخرجه ابن خزيمة (٢/ ١١٥/ ١٠٣٠)، والحاكم (١/ ٣٢٢)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ١٥٧/ ٨٨٠).
قال الحاكم: "هذا حديث مفسر، صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
• قلت: خالفه: ابن أبي فديك [محمد بن إسماعيل بن أبي فديك: مدني، صدوق]، والفرات بن خالد [رازي ثقة، والإسناد إليه غريب، وشيخ الطبراني متكلم فيه، وينفرد عن الرازيين بغرائب] فروياه:
عن الضحاك بن عثمان، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن ابن بحينة؛ "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى لهم صلاةً، فقام في اثنتين فسبحوا به، حتى إذا قضى صلاته وتشهد، كبر فسجد سجدتين قبل التسليم، ثم سلم بعدُ".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٢٧٥/ ٧٤٨٦)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢١٤)، بإسناد صحيح إلى ابن أبي فديك.
قلت: الرواية الثانية أشبه بالصواب؛ ففيها زيادة رجل في الإسناد، وبهذا يرجع حديث الضحاك إلى حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، ومنه أخذه الضحاك، ثم أرسله مرة فرواه عن الأعرج بلا واسطة، واللّه أعلم.
والضحاك بن عثمان بن عبد الله الأسدي الحزامي: صدوق، يهم كثيرًا، ليَّنه بعضهم،